اشتعلت أسعار الملابس في أسواق دمشق، خلال الفترة الأخيرة، متأثرةً بارتفاع أسعار الدولار، رغم عروض التخفيضات، التي قامت بها العديد من المحال التجارية، ووصلت حتى 50%، إضافةً إلى إطلاق عروض تنزيلات على موديلات الموسم الماضي، بتخفيض يصل إلى أكثر من 80%.
عروض التنزيلات بالوقت الحالي، أمر غير معتاد لدى التجار، كون هذه الفترة من العام، تعتبر "موسماً" مع حلول عيد الميلاد ورأس السنة، لكن موجة الغلاء دفعتهم في محاولات يائسة، لجذب الزبائن إلى محالهم، التي بدت خالية.
جالت روزنة، على بعض المحال بالعاصمة، التي أعلنت عن تنزيلات لمعرفة أسعار الألبسة، فتراوح سعر الكنزة الرجالية بين 3 آلاف ليرة و 5 آلاف ليرة، والقميص بين 2000 ليرة و 4 آلاف ليرة، في حين سجل بنطال الكتان 3 آلاف إلى 4500 والجينز بين 2500 و 4000 ليرة، وسعر الحذاء في حده الأدنى 5500 ليرة.
ولم تكن ألبسة النساء بمعزل عن هذا الارتفاع، حيث وصل سعر كنزة نسائية بعد التنزيلات، لـ 3000 ليرة، والبنطال 6000 في حده الأدنى، وتراوح سعر المعطف النسائي ما بين 15 ألف، و35 ألف ليرة.
أما ألبسة الأطفال، فتضاعف سعرها المرتفع أساساً، حيث سجل الطقم الولادي في حده الأدنى 5 آلاف ليرة، والمعاطف "السترة" تراوح ثمنها بين 6 آلاف و 12 آلف ليرة.
شراء كسوة أم إطعام العائلة
يقول فواز، وهو موظف:" راتبي الشهري 20 ألف ليرة، وإذا أردت شراء كسوة لي فقط دون أولادي، فهذا يعني أنني سأصرف معظم الراتب لشراء ثلاثة قطع ملابس، وأتابع ما تبقى من الشهر بلا أكل".
وتتحدث الطالبة الجامعية لبنى:" أردت شراء معطف شتوي، لكن عند الذهاب إلى السوق صدمت بالأسعار، حيث أن أقل معطف ثمنه 15 ألف ليرة، وهذا يعني مصروفي لمدة شهر كامل، كوني أعيش في المدينة الجامعية بدمشق".
البدائل أيضاً مرتفعة
رغم محاولة السوريين التكيف مع واقع ارتفاع أسعار الملابس واللجوء إلى "البالة"، إلا أنهم لم ينجحوا في ذلك، حيث طال الغلاء "سوق البالة" أيضاً، وبعد أن كنا نرى اكتظاظاً في منطقة القنوات، وهي إحدى المقرات الأساسية لبيع البالة في دمشق، تبدو اليوم خالية، حيث طال لهيب الدولار أسعار الملابس فيها، كونها مستوردة.
وخلال سبر لأسعار الملابس في البالة، تبيّن أن سعر بنطال الجينز بين ألف و1500، بعد أن كان بين 500 إلى 700 ليرة، أما القميص فتراوح ثمنه بين 500 إلى ألف ليرة، بعد أن كان يباع في أحسن الأحوال بـ400 ليرة، ووصل ثمن الحذاء إلى 3500 ليرة، بعد أن كان بحوالي 2000 ليرة.
لكن رغم ذلك، تقول سماح وهي ربة منزل وأم لطفلتين: "في ظل ارتفاع الأسعار عمدت إلى شراء ألبسة لابنتي الكبيرة، أما الصغيرة، فلجأت إلى إخراج ملابس ابنتي الكبيرة، التي ضاقت عليها، واستخدامها لكسوة الصغيرة".
أسباب ارتفاع الأسعار، هو غلاء الدولار بحسب ما تبريرات التجار، ويضاف إلى ذلك، غلاء اليد العاملة، وخروج مصانع الألبسة في المناطق الساخنة عن العمل، وخاصة في حلب، والتي كانت مصدراً مهماً لتغذية أسواق دمشق بالملابس، إضافةً لهروب العديد من أصحاب المعامل مع معاملهم، إلى دول الجوار، خوفاً من أن تصاب مصانعهم بآلة الحرب، أو تتعرض للسرقة.
يقتصر دور دوريات حماية المستهلك في دمشق، على القيام بحملات في الأسواق، دون جدوى، وكان آخرها في سوقي الحمراء والشعلان، ونظمت 27 ضبطاً بحق المخالفين، شملت عدم الإعلان عن الأسعار، وعدم إبراز فواتير نظامية، في حين غاب غلاء الأسعار عن المخالفات.