اوباما وروحاني كذب!

اوباما وروحاني كذب!
القصص | 07 ديسمبر 2014

منذ أن تولى باراك اوباما الحكم قبل ست سنوات، وهو يحاول مع إيران في عملية احتواء طويلة الأمد. لكن هذا الاحتواء استولى على اوباما بطريقة مرضية ولا أخلاقية حتى من وجهة نظر المجتمع الأمريكي. حيث اعتبرها انجازه الأهم فيما لو تحقق. لهذا فعل من جديد وبطريقة هستيرية قضية الإسلام فوبيا عبر داعش هذه المرة.


قبل أن نتحدث عن هذا الأمر يجب أن نقر أن الإسلام السياسي رغم فشله لكن داعش والقاعدة ليستا إسلام سياسي بأي حال. إدخال الإسلام في السياسة لا يعني إدخال العنف المنفلت من أية رقابة حقوقية أو أخلاقية، هذا الأمر لا تفعله إلا اجهزة استخبارات وقوى منفلتة من المواضعات البشرية.


كتبت في هذا الموضوع كثيراً خاصة حول نموذج تنظيم القاعدة المصنوع أمريكياً وسعودياً في السابق، لكن الجديد هنا هو ظهور داعش. لداعش بحث يطول لكن محصلته أن داعش هجين قاعدي ومستقل عنها. بالمحصلة ما أردت قوله تفعيل داعش كتنظيم إجرامي بامتياز، كان هنالك مصلحة أوبامية واضحة، أهمها القضاء على الربيع العربي ومنجزاته، وجعل إيران تبدو كحمل وديع أمام الرأي العام الأمريكي، وجزء من حرب اوباما على الإرهاب. لكن بالمقابل هنالك مقاومة شرسة داخل القوى الأمريكية لمشروع اوباما.


في الأسباب وراء سياسة اوباما حيال إيران ازعم أنه لا يوجد سوى سبب واحد، هو أن الحزب الديمقراطي منذ أيام جيمي كارتر وحتى الآن ومنه جون كيري أيضاً. توجه هذا الحزب يتوافق مع طروحات قديمة في عالم النخب الأمريكية عموماً والايباك المساند لإسرائيل خصوصاً، تقول أنه امام بحر من المسلمين السنة والعرب يجب  استقطاب إيران والشيعة عموماً ضد العرب السنة تكريساً لمصلحة إسرائيل الإستراتيجية. لكن بالمقابل أيضاً هنالك داخل الايباك والحزب الجمهوري من يعتبر أن إيران خطر على أمريكا ومصالح أمريكا وامن إسرائيل. لهذا اوباما حاول ويحاول اللعب على هذا التناقض داخل النخب الأمريكية. مع ذلك إيران بحكم طبيعة نظامها ومشروعه، لا تستطيع أن تحفظ ماء وجه اوباما في أي اتفاق مستقبلي.


عندما يتحدث اوباما عن أنه يريد اعطاء فرصة لحسن روحاني كإصلاحي فإنه يكذب ويعرف اوباما أنه يكذب. من الجهة الأخرى حسن روحاني أكذب من اوباما عندما يتحدث عن الإصلاح وأن المتشددين داخل نظام الملالي هم السبب عبر سياساتهم في مشاكل إيران. لكن هل يمكن أن يكون هنالك إصلاحي يقف مع الأسد وهو يقتل شعبه باعتراف روحاني ورموزه؟ من أين أتى الإصلاح لروحاني؟ ما هي مؤشراته؟ هل روحاني يستطيع أن يفرض سلطته الإصلاحية!! على الولي الفقيه؟ من جهة أخرى بالنسبة لنخب أمريكية أخرى أن استمرار نظام الملالي على هذه الشاكلة، وهذا السلوك يخدم المصالح الأمريكية عموماً. لأنه مصدر قتل وتدمير وتطييف في المنطقة، ويخدم أيضاً سلطات النظام الرسمي العربي المهترئ.


اوباما الذي شكل التحالف الدولي ضد داعش شكله لكي يقول أن مجرمي الحرب في سلطات سوريا وإيران والعراق، هم ضد داعش!! علماً أن جون كيري صرح أن الأسد مجرم القرن وهو حليف لداعش وداعش تخدمه كما يخدمها. مع ذلك اوباما مصر على سياسته تجاه إيران والحدث السوري والتي كانت وراء استقالة وزير دفاعه. ومعروف في أميركا أنه عندما يستقيل وزير دفاع أو خارجية أو مستشار أمن قومي وأمريكا في حالة حرب معناها أن هذه الإدارة باتت عاجزة عن الاستمرار في نفس السياسة أو على الأقل باتت ضعيفة ولا تستطيع اتخاذ قرار استراتيجي، خاصة أن ولاية اوباما ستنتهي وبسبب سياسته خسر حزبه انتخابات الكونغرس الأخيرة قبل شهرين تقريباً. بقي في علم التنجيم أن نقول أن إصرار اوباما ربما يتعلق بحنينه لأصوله الشيعية!!! نكتة. وشعبنا السوري يدفع دماً. لكن في النهاية اوباما وروحاني مجرد كاذبين لا أكثر ولا أقل.

*مقالات الرأي المنشورة تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي راديو روزنة


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق