وضعت هدى بعضاً من أواني المنزل في الخارج، كي تمتلئ بمياه الأمطار، كواحدة من الطرق التي لجأ إليها سكان دمشق، لمواجهة أزمة انقطاع المياه الصالحة للشرب.
ولجأ بعض الأهالي إلى الجوامع للحصول على الماء، تاركين خيار شراء صهريج المياه، كبديل أخير، بسبب ارتفاع ثمنه إلى 4 آلاف ليرة.
اشتدت أزمة المياه في دمشق، بعد خرق النظام لهدنة كان قد أبرمها مع فصائل تابعة للمعارضة في وادي بردى، فقامت تلك الفصائل ، حسب مكتب دمشق الإعلامي، بقطع مياه نبع الفيجة عن العاصمة، و شهدت المنطقة انقطاعاً كاملاً للماء، يوم الأحد الماضي.
وتواردت أنباء مؤخراً، عن إعادة المعارضة لفتح المياه، تبعاً لالتزام النظام باتفاق الهدنة، القاضي بانسحاب قواته باتجاه بلدة أشرفية الوادي، وإيقاف استهداف قرى وادي بردى، مقابل إعادة فتح مياه نبع عين الفيجة المغذي لدمشق وريفها.
بدي اتحمم
بعيداً عمن يتحمل المسؤولية حول انقطاع المياه، واجه سكان العاصمة تلك الأزمة بالسخرية، حيث تبادلوا النكت، إضافةً لنشر صور ورسوم ساخرة.
وأطلق عدد من سكان دمشق هاشتاغ "#حقي_اتحمم"، على مواقع التواصل الاجتماعي، وقال أحدهم معلقاً: "بكل اعتزاز و فخر، سنطلق حملة بدي اتحمم على من يرغب بالمشاركة، التوجه فوراً لترخيص الحملة من وزارة الداخلية وعلى الأرجح أن نخرج من وزارة الداخلية بدون ثياب داخلية، الليفة والشامبو يقدمان مجاناً من قبل المنظمين".
في حين علق آخر: "اليوم الصبح دقيت لرفيقي ما رد علي، وبعد ربع ساعة دقلي، قلي والله كنت عم اتحمم مو منتبه عالهاتف فضحكت، وضحك وزير الري، وبالصدفة عماد خميس سمع بعدين ضحك، قال عم يتحمم قال".
للبيع قنينة ماء!
نشر رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورة للمياه المعبئة، كتب عليها، "للبيع قنينة ماء بقين مو مشروب منها غير شفة، أخت الجديدة مع كامل أغراضها، الغطاء ومعها كاسة بلاستيك هدية، الرجاء عدم التبخيس وأصحاب المحلات والحربوء لا يعلقو".
وكان سعر مياه الشرب المعبأة قد ارتفع، بمقدار الضعف، وسط فقدانها في أسواق دمشق ومختلف المدن السورية.
ووعدت مؤسسة مياه الشرب في حكومة النظام، بحل أزمة المياه في دمشق، بدءاً من المناطق الراقية، مثل المالكي والمهاجرين، في حين بدا رئيس الحكومة وائل الحلقي بعيداً عن الواقع، حيث أثنى على جهود وزرائه، الذين يتواصلون مع هموم الناس، على حد تعبيره.
وقالت مصادر بمؤسسة المياه لوسائل إعلام محلية، إن ضخ المياه إلى بقية المناطق، سيتم يوم الخيمس بالاعتماد على مياه الآبار، التي أسعفتها هذا العام الهطولات المطرية الغزيرة، حيث سجلت معدلاتها زيادة بمقدار أربعة أضعاف مقارنةً مع نفس الوقت من العام الماضي، في حين أوضحت نشرة الاستمطار الصادرة عن وزارة الزراعة بحكومة النظام، أن هذا الأمر سيساعد في حل أزمة المياه في دمشق، بشكل مؤقت.
يشار إلى أن مؤسسة مياه الشرب في الأيام العادية، تقوم بتقنين المياه لأكثر من 15 ساعة، حيث يقتصر فتح المياه على ساعات الصباح الأولى، مبررةً ذلك بضرورة ملء الخزانات الرئيسية.
تمييز!
تقوم حكومة النظام، بحملات إعلامية لترشيد استخدام المياه، إلا أن سكان دمشق لا يشكون من ساعات تقنين المياه الطويلة، بل من التمييز في تحديد ساعات التقنين، بحسب الأحياء والمناطق.
فالأماكن الموالية يتم ضخ المياه إليها أغلب ساعات اليوم، بينما تحرم منها المناطق المحاصرة، ويطال التفاوت في التقنين مناطق الحي الواحد، فمن الممكن أن تنقطع المياه عن أحد الأحياء، داخل العاصمة لمدة 3 أيام متتالية.