السلة للهلال الأحمر والعنب لمكاتب البعث!

السلة للهلال الأحمر والعنب لمكاتب البعث!
تحقيقات | 02 ديسمبر 2014

رغم أنه لم يسكن في مناطق الصراع  يوماً، أراد رامي الحصول على استمارة نازح من مركز الهلال الأحمر في طرطوس،  ولأن طلبه رُفض في وقت سابق، لعدم تحقيقه شروط النزوح، اصطحب معه عنصر أمن كواسطة هذه المرة. 

يعمل رامي  يومين بالأسبوع في دمشق، ليقضي بقية الأيام في مكان سكنه الأساسي بطرطوس.  ويعلق أحد الموظفين في مركز الهلال الأحمر لروزنة، أن على النازح تقديم أوراق تثبت سكنه في منطقة شهدت اشتباكات مسلحة، كفاتورة هاتف، أو كهرباء، أو ضبط شرطة ، يبين تعرض منزله للهدم أو للضرر، مضيفاً أن " هذا النازح الواسطة يريد أن يأخذ حصة غيره، فأحضر عنصر أمن لإرهابنا، وقد أرهبنا بالفعل، وتم قبوله كنازح، وغادرنا حاملاً سلة كان غيره يستحقها". 

الهلال الأحمر في طرطوس

يخصص مجلس محافظة طرطوس، حصصاً من سلل الهلال الأحمر لمكاتب حزب البعث، وتوزع على أسر قتلى النظام، سواءً كانوا من سكان المدينة أو من النازحين إليها، ولا تدخل هذه الحصص مستودعات الهلال، ولا تمرّ أعدادها على مكاتبه وسجلّاته، وقد لا يمرّ الكثير منها حتى على أسر القتلى ، كما يقول أحد متطوعي الهلال.

ويشكو أحد أبناء قتلى جيش النظام، من أنّ "الشهادة لأجل الوطن تحكم بقانون الخيار والفقوس"،  على حد وصفه، فبعض الأسر تتلقى مساعدات شهرية، وبعضها الآخر لا يحصل عليها إلّا مرة واحدة. 

هلال السقيلبية لا يضيء عتمة النازحين

قررت الأمم المتحدة في تشرين الأول الماضي،  خفض المساعدات الغذائية التي تقدمها لنحو 4.2 مليون نازح داخل سوريا، بنسبة 40% بسبب نقص في التمويل، وهو ما أثر على حجم السلل الغذائية الموزعة من الهلال الأحمر السوري على النازحين.

يبلغ عدد العائلات المستفيدة من الهلال في مدينة مصياف، حوالي ثمانية آلاف أسرة، نصفهم من العلويين العائدين من المدن الكبرى إلى قراهم، وتبلغ حصة المدينة من تقدمات الهلال أربعة آلاف سلة شهرياً، وبناء على ذلك، فإن الأسرة قد تحصل على سلتها مرةً واحدة كل شهرين، أمّا في السقيلبية فإنّ حصص العائلات من السلل، أقل من مصياف وطرطوس بكثير.

يقول الياس النازح من حلب إلى السقيلبية:" هناك أسباب سياسية في توزيع الحصص، فإضافةً إلى أنّ طرطوس هي الخط الأول لاستقبال سفن المعونات من البحر، فإنّها أحد معاقل النظام، وتعتبر تلك الحصص بمثابة رشاوى تقدم للموالين". 

بينما يرى أحد عمال الهلال في السقيلبية،  أن أعداد النازحين في طرطوس أضعاف أولئك الموجودين في بلدته، ومن الطبيعي أن تكون حصة طرطوس من السلل الغذائية أكبر. 

وفي كل الأحوال، فإن تقدمات الهلال تسدّ بعض الحاجة على قلّتها، حيث يقول أبو عبدو الحلبي النازح إلى مصياف:" بعد تعثري في إيجاد عمل دائم يقيني وأطفالي الثلاثة الحاجة والعوز، فإن سلة الهلال تنقذنا من الجوع، من الجوع فقط".

 


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق