لبنى إحدى الطالبات القلائل اللواتي حصلن على الشهادة الثانوية، والدها متحرر بالمقارنة مع غيره بالغوطة، حيث سمح لها بالدراسة.
بعد إغلاق المدرسة بعربين، بسبب القصف، انتقلت الفتاة الى مدرسة في منطقة مديرة، ومع ازدياد حدة المعارك أغلقت، فانتقلت الى معهد بدوما، وبعد فترة، أُمطرت سماء دوما بالقذائف فأغلق المعهد.
اعتبرت لبنى أن متابعةَ التعليم نوعٌ من أنواع الجهاد، والموضوع بالنسبة لها، تحول إلى تحد وموقف، كانت على استعداد أن تدفع حياتها ثمناً لهما.
وصلت لبنى إلى مرحلة الامتحان، فكانت أمام خيارين، إما الاتحانات التابعة للائتلاف السوري المعارض، الذي يمنح شهادة غير معترف بها إلا من قبل دول معينة، أو امتحان النظام، الذي يتطلب الخروج الى دمشق مع مرافق، وكان ذلك.
لم تسلم الشابة، من كلام الناس المتعلق بخروجها من الغوطة. وتقول إنه بالرغم من أن النظام تعامل مع الطلبة الخارجين من الغوطة بشكل جيد، لكنهم لم يسلموا من المحاضرات الداعية إلى عدم عودتهم لعند "الإرهابيين" في الغوطة، بحسب تعبير العناصر التابعين للنظام.
وبسبب حرصها على نيل الشهادة الثانوية، وصفت لبنى في محيطها على أنها عانس رغم أنها لم تتجاوز الـ 19 عاماً، وتُرجع ذلك إلى عدم متابعة الشباب تعليمهم، وانتشار حالة الزواج المبكر للشباب، من فتيات بعمر 14 و 15 عاماً.
لم تحقق لبنى حلمها بالدراسة الجامعية، وليست نادمة لحصولها على الشهادة الثانوية، حتى وإن خسرت العريس، استطاعت مع مجموعة من صديقاتِها فتح معهد صغير لتدريس الأطفال، اللذين لم تَسمح لهم الظروف بالدراسة، مؤمنةً أنها بالتعليم "بتعمر البلد"، كما تقول.