إهمال وصفقات ورشاوى..هكذا يُعامل جرحى قوات النظام

إهمال وصفقات ورشاوى..هكذا يُعامل جرحى قوات النظام
تحقيقات | 01 ديسمبر 2014

لم يكن أمام محمد إلا الالتحاق بجيش النظام، فبعد إنهائه لدراسته بالهندسة المدنية، لم يستطع ابن إحدى قرى اللاذقية، الهرب من ذاك المصير، فما كان أمامه طريقٌ آخر. نقل إلى حلب، وأصيب في أحد المعارك، كاد أن يخسر ساقه اليمنى وتُبتر بشكل كامل.

أخرج الشاب ذو السبعة والعشرين عاماً من المستشفى، قبل اكتمال العلاج، ولولا بعض الواسطات، لما سُمح له بتمديد إجازته غير مرة واحدة، ويقول لروزنة: "ذهبت للدفاع عن وطني وجيشي، وكنت مستعداً للموت في سبيله، لكنني اليوم نادم أشد الندم بعد المعاملة السيئة التي لقيتها".

أعيد محمد للقتال مجدداً، ولم يتمكن من تمديد آخر إجازة له، واليوم يقاتل في أحد مناطق درعا، حيث تحفّظ على ذكر المنطقة حفاظاً على حياته، ولكنه ما زال يحمل بندقيته، بانتظار انتهاء الحرب.

هل يحصلون على رعاية جيدة؟

يبدو أن الحملة الإعلامية التي يتبعها النظام، لا تستطيع إخفاء الواقع، الذي يعيشه جنوده وقواته المسلحة وميليشياته، التي تقاتل على الأرض.
الرعاية التي تقدم لمقاتليه المصابين، ليست بمقدار المخاطر التي يقابلونها، أغلبهم يخرج من المستشفى قبل انتهاء المدة اللازمة للعلاج، أو يتم تقديم علاج لا يرقى لمستوى الإصابة، وقسم منهم، يضطر لدخول المشافي الخاصة، والحصول على العلاج اللازم، ودفع الرشوات.

 أيهم، شاب من ريف اللاذقية، استنفذ سنوات الرسوب في كلية الحقوق بجامعة تشرين، فلم يعد أمامه إلا الرضوخ لواقعه، والالتحاق بصفوف جيش النظام، حيث تم فرزه في جوبر، ونتيجة لذلك أصيب في يده بشظية، نقل لأحد المستشفيات التابعة للجيش، وتلقى العلاج المناسب، لكن لم يُسمح له بإجازة أكثر من عشرة أيام، حيث أُعيد لساحة القتال مجدداً.

وما كان من أيهم، إلا أن توصل لاتفاق مع الضابط المسؤول عنه، بأن عقدا صفقة مفادها أن يقبض الضابط، راتب أيهم طيلة مدة بقائه في منزله، فقبل الشاب بهذا الأمر، في سبيل حصوله على كامل العلاج، ولربما يظفر بحياته هكذا، كما يقول.

أي وطن يقتل أبناءه!

علي، الشاب البكر لدى أهله، ينحدر من أحد قرى ريف جبلة، أصابته شظية برأسه، خلال اشتباك في ريف إدلب مع فصائل المعارضة المسلحة، نقل على إثرها لوحدة العناية المركزة في مستشفى اللاذقية العسكري.
ونتيجة إصابته البالغة، بقي علي غائباً عن الوعي، يتنفس بمساعدة الأجهزة. وبعد فترة تحسن واستطاع التنفس، بدون أية مساعدة، لكنه غير قادر على التحرك أو الكلام.

طلب والداه إخراجه من المستشفى، ونقلاه للمنزل، حيث يعتنيان به الآن، وينتظران رحمة الله عليه حسب قولهم.
ويؤكد والده لروزنة، بأنهم لم يتلقوا أي دعم من أي مؤسسة حكومية تابعة للنظام، حتى أن معاشه لم يصلهم منه شيء، وأنهم يتمنون موته أحياناً، عل معاناته تتوقف، وعلهم يستطيعون الحصول على إعانة مادية تساعدهم في ظل ظروف الحياة السيئة.
تقول أم علي: "ذهب ابني للدفاع عن الوطن، الآن ابني والوطن فاقدا الوعي، أي وطن يقتل أبناءه!".


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق