عدة أسباب للرسوب في جامعة تشرين

عدة أسباب للرسوب في جامعة تشرين
تحقيقات | 30 نوفمبر 2014

 اضطر حسن، طالب التجارة في جامعة تشرين باللاذقية، لدفع 100 ألف ليرة سورية، حتى يستطيع التخرج، وبالبدء بحياته العملية.

كان من المفترض أن يتخرج قبل عامين، لكنه الآن سيبلغ السادسة والعشرين، متأخراً عدة سنوات، عن السن الذي يفترض أن ينهي حياته الجامعية فيه، لكنه تعرض للاستغلال من قبل أحد المدرسين في فرعه، واضطر بطرق ملتوية، لأن يتخرج مقابل المبلغ المذكور.

يقول الشاب لروزنة:" لم أتوقع أن أستخدم الرشوة يوماً، لكن أن أتقدم عشر مرات لنفس المادة، وأرسب فيها وأنا متأكد من نجاحي فيها، هو أمر غير معقول، ولن أنتظر أكثر، أريد التخرج ولو دفعت مبلغاً أكبر ".

هل تحولت جامعة تشرين لمكتب بيع علني؟

كما في أغلب المؤسسات الحكومية بسوريا، هناك مفاتيح وطرق ملتوية لتسيير الأمور في جامعة تشرين، وهناك تحديد لأسعار المقررات الجامعية، بحسب الفرع والاختصاص والسنة الدراسية، فكلٌّ له سعره الخاص. 

في كلية الحقوق كمثال، يصل سعر مادة السنة الرابعة، وهي سنة تخرج، إلى 50 ألفاً دون أي تفاوض.

علي، أحد طلاب كلية الحقوق، اضطر في كل سنة لشراء مادة أو مادتين، يقول إنه ليس بحاجة لشراء المواد، لأنه متأكد من نجاحه فيها، لكن الرشوة مطلوبة لضمان التصحيح، والمعدل المناسب لوظائف الدولة.

 ويوضح علي:" ليس أمراً سهلاً أن تدفع ثمن موادك، فعليك أن تبحث بشكل سري، وأحياناً تضطر لاستخدام معارفك من رجال أمن، أو بعض المتنفذين في أي منصب كان، وهكذا تضمن النجاح ولكن مقابل نقودك لا مجهودك الدراسي".

حتى كلية الطب!

في كليات مثل الطب البشري، وطب الأسنان والصيدلة، توجد طرق أخرى للحصول على النجاح، كأن ينتسب الطالب لاتحاد الطلبة، أو أن يعمق علاقته بشعبة الامتحانات، أو يكون والده أحد المدرسين في الفرع نفسه. 

ولم يكن سلوك اتحاد الطلبة في جامعة تشرين، معتمداً فقط على قصص النجاح والرشاوى، بل تعدى ذلك ليصل إلى كتابة التقارير بالزملاء. 

فخلال الثورة اُعتمد الطلاب المنتسبون للاتحاد، من أجل مراقبة اتجاهات الطلبة السياسية، كل حسب الفرع الذي يدرسه، وإرسال التقارير بشكل منتظم للأفرع الأمنية.

محمد، شاب يدرس الطب البشري في جامعة تشرين، اعتقل في بداية الثورة السورية، على خلفية تظاهره في أحد أيام الجمعة.

ويؤكد محمد أن اعتقاله، كان بسبب تقرير كتبه أحد زملائه في الكلية نفسها، وأن زميله يراقب أحاديثه ويتابع أخباره، فقط لأنه تضامن مع أطفال درعا على الفيسبوك في آذار من عام 2011، ومذاك الوقت، وهو ينتهز الفرصة ليوقع به.

ما سبب الرسوب المستمر!

عدا عن سوء الأوضاع الحالية، وانقطاع الطرقات المتكرر الذي حرم كثيراً من طلاب المحافظات الأخرى، تقديم امتحاناتهم، بسبب الغياب المتكرر ما أدى لرسوبهم، فهناك سبب أقوى لرسوب كثير من الشبان في جامعة تشرين، وهو هروبهم من الخدمة الإلزامية.

مالك، طالب في كلية الهندسة المدنية بجامعة تشرين، يؤجل تخرجه منذ ثلاثة أعوام، وعند سؤالنا عن السبب، كان أنه لا يرغب في أن يسحب للخدمة الإلزامية ما بعد التخرج، وليس مالك الوحيد الذي يقوم بذلك، فأغلب طلاب الجامعات يفعلون المثل هذه الأيام. 

 

 


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق