مبادرة لإنقاذ الأطفال من شبح "داعش"

مبادرة لإنقاذ الأطفال من شبح "داعش"
تحقيقات | 23 نوفمبر 2014

تفاجأت أمل، بالسبب الذي دفع طفلتها ليمار ذات السبع سنوات، إلى رفض الذهاب للمدرسة، وهو الخوف من أصدقائها في الصف. 

وتروي ربة المنزل لروزنة، أنه مع بداية العام الدراسي، تمنعت ابنتها عن الذهاب إلى المدرسة، قائلةً: "في اليوم الأول بكت بكاءً شديداً، دون أن تفصح عن السبب، اعتقدت أن السبب هو الخوف من المدرسة، وأنها تريد أن تفعل ذلك مثل أي طفل مدلل".

ووفقاً لأمل، تكرر الأمر على مدار يومين، لتخبر بعدها ليمار، والدتها أنها خائفة من الذهاب، لاعتقادها بوجود أولاد يقومون بقتل الأطفال المسيحيين في مدرستها. 

السبب كان صادماً لـلوالدة، حيث قالت: "حاولت تهدئتها، واستعنت بصديقة لي، اتت هي وابنتها إلى المنزل لزيارتي، وقامت باللعب مع ليمار، واخبرتها أنها مسلمة، وأن الإسلام شيء جميل ويحبون المسيحية".

حالة ليمار ليست الوحيدة، حيث أفاد العديد من الأهالي أن قصة "داعش"، أصبحت جزءً من تفكير أولادهم اليومي، فالأطفال في حالة خوف دائم من قدوم أحد للقيام بتعذيبهم، وينسجون في مخيلاتهم أفلاماً، لما سيحل بهم.

ومن إحدى أسباب خوفِ الأطفال من بعضهم، انتشار مقطع فيديو قبل فترة وجيزة، لفتاة عمرها 8 سنوات تبايع "داعش"، وتنحر دمية بالسكين وسط تكبيرات والدها.

     

مبادرة

التقت روزنة بالعديد من الشباب المسيحيين المتطوعين في الكنائس بدمشق، الذين أكدوا  بمعظمهم انتشار هذه الهواجس لدى الأطفال،  خلال فترة التعليم، حيث تتركز معظم أسألتهم حول هذا التنظيم،  "وهل أصدقاؤهم في المدرسة، سيقلدون الأطفال الذين يظهرون في اليوتيوب ويقتلونهم؟"، على حد قول أحد الشبان. 

هذه الأمور وغيرها من الأحداث التي اطلع عليها شبان من أبناء الديانة المسيحية، دفعتهم لإعداد مبادرة اجتماعية بالتعاون مع شباب مسلمين.

أوضح أحد القائمين على المبادرة لروزنة، أنها تقوم على اختيار مجموعة من أطفال مسيحيين ومجموعة أخرى إسلام، ويطرح على الطرفين تعاليم الدين الآخر، ويتم العمل على دمجهم بنشاطات اجتماعية وثقافية ودينية.

وأضاف أنه سيتم تكرار التجربة أكثر من مرة، والعمل على نشرها على أوسع نطاق ممكن.

في حين قال أحد المشاركين بالمبادرة، إن" الظاهرة منتشرة لدى الطرفين، والأطفال في المدارس في حالة خوف دائم، من أن يأتيهم أطفال مشابهون للذين يظهرون في مقاطع اليوتيوب، ويمارسون أعمال القتل"، مضيفاً: "مبادرتنا تسعى لتوعية الأطفال وقتل هذا الخوف الموجود لديهم".

    

يستقبلون كل شيء

بحسب علوم التربية، فإن الأطفال مجرد أوعية تستقبل ما يصبه فيها الوالدان والأقارب من أفكار، وكذلك ما يلتقطه الطفل من وسائل الإعلام، التي باتت واسعة الانتشار دون رقيب، ولا سيما من خلال وسائل التواصل الاجتماعي واستخدام الموبايل.

وكذلك حديث الأهل المستمر عن "داعش"، ومتابعة أخبارهم والصور والفيديوهات التي تبثها القنوات الأخبارية، ولد رعباً عند الأطفال، "سواء المسلمين أو المسيحيين".

 


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق