تملك المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، مكاتباً في مختلف عواصم العالم، ومنها أنقرة، وتهدف هذا المنظمة، إلى قيادة وتنسيق العمل الدولي الرامي إلى حماية اللاجئين وحلّ مشاكلهم، كما تسعى إلى ضمانِ قدرةِ كل شخصٍ على ممارسة حقِه في التماس اللجوء والعثورِ على ملاذٍ آمنٍ في دولة أخرى، إلا أن العديد من السوريين، يشكون غياب دور المفوضية في تركيا، فيما لم يسمع آخرون بها أصلاً.
يقول غزوان قرنفل، رئيس تجمع المحامين السوريين الأحرار، إن دور المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في تركيا، إما محجوب عن علم السوريين، أو أنه غير موجود أصلاً.
ويضيف أنه قام بزيارة مكتب المفوضية في أنقرة، وسألهم عن دورهم في تقديم المساعدة للاجئين السوريين في تركيا، فكان جوابهم مؤلف، من كلمات مقتضبة: "أنتم كسوريين تحت الحماية التركية، وليس لكم من ملجأ سوى تركيا".
ويرى محمد عجان، أحد اللاجئين السوريين في تركيا،أن الوضع الذي يعيشه اللاجئ السوري وما يرافقُه من معاناةْ، جعلَ الكثيرَ من السوريين في تركيا يتساءلون عن دور هذه المفوضية، خصوصاً أن أنقرة حرمت السوريين من اكتساب صفة لاجئ.
ويتساءل محمد: "كيف يمكن أن أسمي نفسي ضيفاً، وأجار منزلي 700 ليرة تركية في الريحانية؟". ويشير إلى أن الحصول على صفة لاجئ، سيمكنه من أخذ راتب شهري، والحصول على مأوى بالمجان، بدلاً من التسول والذل الذي يتعرض له النازح السوري في المدن التركية، على حد قوله.
ويشرح الرجل أن الجمعيات الخيرية استفادت من هذا الوضع الفوضوي، حيث أصبحت تعتمد أسلوب ونمط العصابات، فكل جمعية لها أجندتها ولها ناس معينين يستفيدون من خدماتها، ويختصر الحال قائلاً: "السمك الكبير يأكل السمك الصغير".
العديد من السوريين الذين التقتهم روزنة، لا يعرفون الكثير عن دور مفوضية اللاجئين أو المهام الموكلة إليها. ويقول عبد الله، وهو أحد النازحين إلى تركيا، إنه يعرف المفوضية بالاسم فقط، وبحسب وجهة نظره، فمن المفروض أنها تقدم خدمات للنازحين السوريين، ولكنه لا يدرك ماهية هذه المساعدات.
ويؤكد عبد الله أن معظم الشعب السوري فقير، و أن أغلبهم يفضلون العمل وفق مبدأ الاعتماد على النفس، للعيش بكرامة.