مضى أسبوعان كاملانِ، ولا يزالُ مشفى "الحريةْ" الميداني، مغلقاً بوجه المصابين في الريف الشمالي لحلب، باستثناء الحالات الجراحية.
تأسس المشفى منذ نحوِ عامين، بجهودٍ فرديّةٍ من أطباءَ وممرّضينَ متطوعين بعملهم، ليكونوا أقربَ ملجأٍ للمصابين من أبناءِ المنطقةِ، من أجل العلاج.
يقول طارق نجار، المدير الاداري لمشفى "الحرية" في حديثه مع روزنة: "قدم المشفى خدمات كبيرة لمصابي مرض السكر البالغ عددهم قرابة الـ 650 مريضاً، يضم المشفى أيضاً العيدات العظمية والجراحة العامة والعصبية والبولية، وعيادات أنف وأذن وحنجرة"، ويضيف: "يقدر عدد المصابين الذين يتلقون العلاج في المشفى ألفين مريض، وتم تفعيل قسم النسائية مؤخراً وحواضن للعناية بالأطفال حديثي الولادة".
كانَ يُغطي المشفى، مدينةَ مارع والقرى المحيطةَ بها، أمّا اليوم، فهو خارج الخدمة، يعود السبب بحسب إدارة المشفى، إلى عدمِ قيام الحكومةِ المؤقتة، والمنظماتِ الداعمةِ للمشاريع الطبيّة، بدعمِ المكان بتكاليف التشغيل، ورواتبِ الكوادرِ العاملةْ، الذين لم يستلموا رواتبَهُم عن أربعةِ أشهرٍ سابقة.
حول هذا، يتحدث أحمد البكور، أحد كوادر المشفى: "الدعم سابقاً كان يقتصر على بعض المنظمات الصحية وأهل الخير، ومنذ تشكيل وزارة الصحة في الحكومة المؤقتة، والتي تكفلت بدعم المشفى كاملاً، إلّا أنّها أخلت بشروط العقد المبرم خلال الشهر الخامس والسادس والسابع من هذه السنة، مما أدى لتوقف المشفى لأسباب مادية".
حالياً، يوجد سبعةُ آلافٍ وخمسُمئةِ دولار دينٌ على المشفى، بسبب انقطاعِ الدعم عنه منذُ أربعةِ أشهر، لكنّ القائمين عليه، ينتظرون موقفَ وزارةِ الصحّة في الحكومة المؤقّتة، فهل تلبّي طلبَ الإغاثة أم ستنتهي قصّةُ مشفىً ميدانياً آخر؟