لم يكن ينقص السوريين في يومياتهم العصيبة، سوى تصريحات واقتباسات من هنا وهناك تزيد همهم همّاً وألمهم آلاماً وهم يعيشون في ضائقة معيشية ومأساة إنسانية في الداخل والخارج، ففي الفترة الأخيرة توالت المفاجآت والصدمات التي تلقاها الجميع وخاصةً الموالين للنظام عند سماعهم لتصريحات وزير المالية الذي اعتبر أن السوريين يعيشون في رفاهية وعليهم لا أن يرشدوا في الاستهلاك بل أن يعيشوا في تقشف.
يبدو أن معالي الوزير، رأى أن انتظار المواطنين في طوابير طويلة لأيام عدة من أجل جرة غاز أو بضعة ليترات مازوت للتدفئة، نوعاً من الرفاهية التي يتوجب على المواطن أن لايشتكي منها بل يحمد ربه أنه مازال على قيد الحياة يأكل ويشرب بغض النظر عن أية تفاصيل أخرى من تفاصيل الحرب التي يخوضها الجميع دون استثناء ضد الإنسان السوري.
على صفحات الفيس بوك المؤيدة، تنتشر تعليقات ومنشورات كثيرة تشكو حكومة الحلقي التي باتت تضحك وتلعب على الناس في الصباح وفي المساء، ولأن (يلي استحوا ماتوا) وأصبحوا في غياهب النسيان، ظل الميدان خالياً لمن يريد أن يهبش وينهش فيما تبقى من عظام السوريين على اختلافاتهم.
وفي سابقة هي الأولى من نوعها، خرج (فرخ البط) عن صمته.. لم يعد يحتمل أن يقرأ كل يوم على الفيس بوك عن فساد والده وجماعته، فقرر أن يكتب على صفحته الشخصية كلاماً موجهاً إلى ماتبقى من الشعب السوري العظيم، مفاده أن والده يضحي كل يوم من أجلهم وكاد أن يقضي في عدة محاولات لاغتياله وهو في طريقه للعمل من أجل إنقاذ سوريا، لكن تبين له بعد فترة أن هذا الشعب لايستحق كل هذا التعب، تعب بابا (كما كتب ابن الحلقي ) وغيابه عن العائلة والمنزل طويلاً لم يعجب السوريين الذين يعيشون في رفاهية أرهقت الحكومة وأزعجت وزير المالية الذي بدأ يفكر بإنشاء هيئة للأمر بالتقشف والنهي عن الرفاهية.
بالتأكيد سيكتب ابن ذلك المسؤول ماكتبه، عندما لايكون لديه هم تأمين لقمة العيش والوقوف في طوابير الموت للحصول على الغاز والمازوت والخبز، عندما تتوافر لديه سيارات وحراس، عندما يكون والده رئيس حكومة فهو لن يرى شيئاً أبعد من منزله الفخم والمحاط بحماية إلهية لاتمسه قذيفة أو صاروخ، بل سيلبس عباءة والده وينهال على الشعب الذي لايستاهل تعب والده، تعب بابا حلقي.
*مقالات الرأي المنشورة تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي راديو روزنة