أعلنت قناة تلاقي، عن "ماراثون أطول برنامج حواري"، فالمحطة، تريد الدخول في موسوعة غينيس، الموسوعة التي تفتح أبوابها أمام سوريا، لتتصدر لوائح، أكبر عدد للنازحين واللاجئين والقتلى في العالم.
هذا الإعلان من "تلاقي"، حول دخول غينيس ب70 ساعة متواصلة على الهواء، وجد رجع صدى عند العديد من السوريين، وغصت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، بالآراء حول الأمر، السلبية منها والإيجابية.
كتب أحد السوريين على صفحته: "الأجدر هو أن تدخل سوريا موسوعة غينيس بصبر شعبها على ما ابتلاه من عدوان"، وعلق آخر ساخراً من مستوى القناة: "الفكرة حلوة.. بس مع هيك في 100 ألف سبب لتكون أفشل محطة عالكوكب".
عمار، وهو صحافي سوري مستقل، يقول لروزنة: "أرشح أيضاً أن يحاولوا دخول موسوعة غينيس عبر أغرب محاولة لجذب المشاهدين، لا يمكن أن تؤخذ هذه التجربة على محمل الجد، فالقناة لا تقدم أي جديد"، مضيفاً: "هذا ليس إلا أسلوباً دعائياً في محاولة لتجاهل ما يحدث في سوريا، كفى إضاعة وقت في بث الثرثرة، والاعتراف من موسوعة غينيس التي قد تناله القناة لا يحوي أي قيمة".
أما الصحافي وليد بركسية، فكان له رأي ليس ببعيد عن عمار، حيث تحدث أن تلاقي، تحاول تحقيق إنجازات شخصية، بدل الاهتمام بمسؤولياتها الاجتماعية، وبحسب وصفه، "هذا ما يزيد المسافة التي تفصل القناة عن الجمهور السوري".
وأشار بركسية إلى أن "القناة تهتم بالبعد الثقافي والاجتماعي وليس السياسي، وهو ما سيجعل فترة البث الطويلة، أقرب لفترة ثرثرة لا نهائية".
وبعيداً عن تلك الانتقادات، يرى العاملون في قناة تلاقي، أن هذه الخطوة مهمة، ولم يخفوا إيمانهم بها.
إحدى المذيعات بالقناة، أكدت لروزنة، أن التحضير لهذا البرنامج استمر 6 أشهر، كي يستوفي كامل الشروط الموضوعة من قبل غينيس.
وأضافت: "قناة تلاقي كسرت بعض الحواجز، وهذه المنافسة ستقدم لها قيمة مضافة وهي تأكيد على قدرة الشباب العاملين فيها والسوريين على المنافسة"، متابعة: "إنه حدث ترفيهي تشوق له المواطن السوري وينتظر نتيجته، والهدف منه بالدرجة الأولى هو تلاقي السوريين".
وترى الصحفية ليال الأخرس، أن هذه الخطوة تحسب لقناة تلاقي، باعتبار أنها الأولى عربياً في تنفيذها، ولم تخفِ، أنها كانت تتمنى على تلك المحطة، أن تعمل بتقوية مضمون برامجها، بدل ساعات بث طويلة لدخول غينيس.
إذاً، تتأهب قناة تلاقي لدخول كتاب غينيس، في أطول برنامج، دخول يأتي بعد محاولاتها الكثيفة للإيحاء بأنها خارج دائرة النظام الإعلامية، فرغم تأكيدات القائمين عليها، بأنها استعانت بعناصر شبابية من الوافدين الجدد إلى الإعلام، وما يحملونه من أفكار، إلا أن المتابع لأسماء العاملين فيها، يعرف أن معظمهم، ترعرع إعلامياً، في ساحة الأمويين بدمشق! ألم يكن هناك مثلٌ عربي يقول: من شبّ على شيءٍ شاب عليه؟