مرت المشافي الميدانية في سوريا بظروف صعبة خلال مراحل الثورة والصراع السوريين، ابتداءَ من المظاهرات السلمية، حيث أقيمت المشافي في البيوت والشقق المدنية، إلى أن أصبح لها أبنية خاصة.
تعد المستشفيات اليوم، جزءاً أساسياً من البنية التحتية للمناطق التي تسيطر عليها المعارضة، ولتجنب قصفها من قبل قوات النظام، بدأت وحدة التنسيق الدعم "الاي سي يو" بتنفيذ مشروع المشافي الميدانية تحت الأرض، في المحافظات السورية.
يقول "ريان الناصر" مسؤول التواصل مع مشافي الداخل بالوحدة لراديو روزنة:" مع اشتداد استهداف النظام للمناطق المحررة، وخصوصاً المشافي، استدعى الأمر أن نفكر بطريقة لحماية المشافي وتجهيزاتها، من هنا جاءتنا فكرة إنشاء مستشفيات آمنة تحت الأرض مدروسة هندسياً، بشكل لا يعرضها للخطر إذا حصل قصف".
المشروع هو عبارة عن مركز متكامل يحوي جميع الأقسام الأساسية التي تحتاجها المحافظة الموجود فيها، حيث يعتبر مكاناً مركزياً يقصده المواطنون من جميع أنحاء المحافظة.
يضيف الناصر أن العمل على المشروع بدأ في إحدى المحافظات، حيث تم تنفيذ من 15 إلى 20 في المئة منه، وتبلغ مساحته 700 متر مربع، يحوي أربع غرف عمليات ومركز أشعة ومخبر وصالة إسعاف.
ويتضمن أيضاً بحسب الناصر، مدخلاً خارجياً للعيادات الصحية الأولية، ودارَ استشفاء تبلغ سعته 20 سريراً، إضافة إلى سكن أطباء لتوفير أقصى درجات الحماية للكوادر. بكلفة متوقعة للبناء تصل إلى 400 ألف دولار.
يرى الدكتور " أحمد قصاص " أحد العاملين في المشافي الميدانية، أن فكرة إنشاء مراكز طبية تحت الارض مهمة، لأنه بفترة عمله في إحدى المشافي، تعرضت الحارة القريبة منها للقصف وتدمرت بشكل كامل.
ويوضح أن الكادر الطبي وقتها، ترك المشفى وانتقل لآخر، ليواجه نفس المصير، بالتالي فإن الكوادر تخاف كثيراً من هذا الأمر، حسب وصفه، وخصوصاً أن النظام عندما يستهدف مشفى، فإنه يدمره تماماً.
الكثير من الجهود تبذل على هذا المشروع، والأمل موجود عند العاملين فيه، بأن يكون لهم في باطن الأرض موطن أمان، يقي المرضى والكوادر الطبية من صواريخ البراميل .