لاجئو عين العرب "كوباني" على موعد مع شتاء قاسٍ

لاجئو عين العرب "كوباني" على موعد مع شتاء قاسٍ
تحقيقات | 02 نوفمبر 2014

على طول الطريق الواصل بين مدينتي علي كور وسروج،  التابعتين لمنطقة أورفا جنوب تركيا، تنتشر مأساة أكراد مدينة عين العرب "كوباني"، الواقعة شمال حلب.
بلغ عدد اللاجئين المسجلين في معبر سروج منذ 18 أيلول الماضي، 183 ألفاً، حط بعضهم في مدينة سروج الحدودية، المحاذية لعين العرب "كوباني" السورية.
فاطمة فتاة صغيرة، نزحت مع أهلها من بلدتها عين العرب "كوباني"، تقول لروزنة:" لا أعرف كيف سأقضي وقتي هنا، أنا غير سعيدة والخيمة التي نحن فيها صغيرة وضيقة، أرغب بالعودة واللعب مع أصدقائي في الساحة القريبة من منزلنا".
وترى نيروز التي هربت مع ثمانية من أفراد عائلتها، أن الأطفال والنساء هن الأكثر تضرراً من هذا الوضع.
مضيفةً:" هناك نقص كبير في كثير من المواد،  خاصة المتعلقة بالأطفال، حتى المراحيض لا تكفي ولا نستطيع الدخول إليها أحياناً، بسبب الازدحام الشديد، نعلم بأننا سنمر بأيام صعبة مع قدوم فصل الشتاء".

الحكومة تشرف على مخيم من أصل خمسة
في سروج، أربعة مخيمات تابعة للبلدية، يتواجد فيها نحو 8900 لاجئ من عين العرب "كوباني"، وهي عبارة عن كتل من الخيم بنيت على عجل، معظم قاطنيها نساء وأطفال وطاعنون في السن، يغطي ظهر كل خيمة قماش، يبدو أنه لن يصمد طويلاً أمام أمطار الشتاء القاسي.
تبدو البنية التحتية للمخيمات ضعيفة، ومستوى النظافة منخفض، ما أدى لانتشار الأمراض بين اللاجئين كالحساسية الجلدية والالتهابات. وتقدم بلدية سروج المياه للشرب، إلا أن الكهرباء غائبة عن المكان. 
مخيم AFAD، القريب من تلك المخيمات الأربعة، يحوي حوالي خمسة آلاف لاجئ، وهو الوحيد الذي تشرف عليه الحكومة التركية وتدعمه. ويتم حالياً بناء مخيم آخر، سيكون الأكبر بالمنطقة، حيث سيضم 600 خيمة ويستوعب 5 آلاف شخص.

عناية طبية منخفضة
يشكو صبري، مسؤول مخيم آرين ميرخان في سروج، من أن عدد اللاجئين يفوق الطاقة الاستيعابية، فهناك نقطة طبية واحدة وطبيبان، وأغلب قاطني المخيم هم أطفال ونساء وكبار في السن.
موضحاً: "تشهد النقطة ازدحاماً دائماً، وهناك بعض الأدوية نحن بحاجة ماسة لها، لدينا في أحد المخيمات 217 خيمة، ويقدر عدد القاطنين فيها من اللاجئين بحوالي 2500 شخص، أغلبهم من الأطفال، منهم 500 رضيع يحتاجون للعناية، وتوفي منذ أيام طفل حديث الولادة بعد أربعة أيام من ولادته، نتيجة البرد وعدم توفر العناية الصحية".

العمل الإغاثي في المخيمات
يشرح اسماعيل، المشرف العام على مخيمات سروج الأربعة، صعوبة العمل الإغاثي لغياب الدعم الكافي، مبدياً خشيته من انتشار الأمراض مع حلول فصل الشتاء، خاصة وأن هناك بين النازحين، من لم يحصل على خيمة تأويه وعائلته بسبب نقص في الخيام.
ويضيف:" جميع كادر العاملين في البلدية والمستودع الرئيسي للإغاثة في مدينة سروج، هم من المتطوعين، ولا يتقاضون أي أجر أو بدل مالي، لقاء أعمالهم وأنشطتهم".
إحسان نحات وفنان تشكيلي، متطوع في الإغاثة، ترك بلدته آمد التركية وعائلته وقرر البقاء في سروج لتقديم المساعدة للاجئين، يؤكد أنه يحب عمله في نقل المواد الإغاثية من مكان إلى آخر، على الرغم من صعوبته والضغط الكبير الذي يسببه.
ويقول الشاب، إن اللاجئين يحتاجون الكثير، فلا حليب الأطفال كافٍ ولا الطعام، وهناك نقص في الأغطية والملابس، موضحاً أن الأعداد الأولية للاجئين، تقدر بحوالي 50 ألف شخص، موجودين في مدينة سروج وقراها فقط.
أما الشابة الكردية ديانا، والتي تساعد إحسان في العمل الإغاثي، فهي من مدينة عين العرب "كوباني"، تبلغ الثامنة عشر من العمر، تركت مدينتها هرباً من تنظيم "داعش"، وخوفاً من أن يقوم باعتقال النساء أو خطفهن.
تفرغت الفتاة لمساعدة أبناء مدينتها، تصرّ على كتابة قائمة احتياجات المستودع الإغاثي في سروج، بخط يدها، على الرغم من أنها لا تتقن الكتابة بشكل جيّد.


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق