دعوات للثورة على المقامات العلوية.. والأمن يلاحقها

دعوات للثورة على المقامات العلوية.. والأمن يلاحقها
تحقيقات | 22 أكتوبر 2014

لم تنجح دعوات أم محمود، ولا النذور التي قدمتها لمقام الشيخ "أحمد الصوراني" في ريف بانياس، فقد اعتقدت أن تلك النذور، ستساهم في حماية ولدها المجند بجيش النظام، وعندما قتل ابنها، لم تيأس وعاودت النذور والدعاء إلى صاحب المقام، ليعيد جثة فقيدها، ولكنها فشلت في ذلك أيضاً. 

يقول زوجها لروزنة: "على الرغم من عدم موافقتي على ما تقوم به، إلّا أني أعرف وجعها، فأتركها تمارس قناعتها".

لكن جارة أم محمود، تثق أنّ دعواتها لنفس المقام، هي سبب عودة ابنها سالماً من الرقة.

يعتقد بعض العلويين، أنّ رجال الدين الراقدين في المقامات لهم كرامات عند الرب، وتتحدث القصص، عن أمور خارجة عن الطبيعة يقومون بها، فيوجهون النذور والأدعية للرب عن طريق المقام. 

                     

دعوات لترك زيارة المقامات

ظهرت في الساحل السوري، أفكار جديدة حثت العلويين على تجاهل المقامات، سميت تلك الدعوة بـ"المصباحية"، لأنّ اسم مطلقها "مصباح"، الذي ركّز فيها، على الدعاء بشكل مباشر للرب دون التوسط للمقامات، إلّا أنّ أجهزة الأمن لاحقت أعضاء الدعوة.

لقيت الدعوة الجديدة بعض القبول وخاصة عند جيل الشباب، إذ تمّ إحراق بعض المقامات، ولا يعرف من قام بالحرق، هل هم المصباحيون؟ أم أجهزة الأمن فعلت ذلك، لتوجيه التهمة إلى المصباحيين، ومنع الناس من الالتحاق بهم؟. 

يقول أحد المصباحيين لروزنة: "من مصلحة السلطة الأمنية الحفاظ على التخلف عند العلويين، ومحاربة الأفكار الجديدة، التي تحاول إبعادهم عن العادات البالية كزيارة المقامات".

            

تحولّ المقامات إلى متنزهات

يعتبر العلويون أن للمقامات قدسية ما، ولكن ذلك لم يمنعهم من تحويلها إلى أماكن للراحة والاستجمام، فتلك الأماكن منتشرة على رؤوس الجبال، وتتمتع بمناظر خلّابة، تحيط بها أشجار حراجية، لا يجرؤ أحد على قطعها لقناعتهم أنّها تعود لحرم المقام.

درجت تسمية المقامات بمنتزهات العلويين المجانية، حيث لا تكلف زيارة المقام شيئاً، فيكفي أن يأخذ الزائر طعامه وشرابه، ويقضي فيه طوال نهاره.

لكن، بعد سقوط الكثير من القتلى في الصراع السوري، "تحولت المقامات إلى محج لإيفاء النذور، ومراكز إطلاق الدعوات لحمياة الأحياة، أو لإعادة جثة من قتل"،  كما يقول أحد الزائرين.

                    

الخلاف على مقام الشيخ "محمد"

بسبب مرور المئات من السنين، على ظهور المقامات، حدثت بعض الخلافات غير الحادة، حول أحقية أكثر  من طائفة بمقام معين، كمقام الشيخ محمد، في قريبة ربعو، الذي تم الاتفاق على تشاركه بين العلويين والإسماعيليين في مصياف،  كما يتشارك العلويون والمسيحيون، زيارة أحد الأضرحة الأخرى.

ويتحدث أحد الشباب المعارضين معلقاً:" أتمنى أن تكون سوريا كالشيخ محمد، يزوره الجميع، ولا يختلفون في تملكه".

 

 


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق