اتجهت أنظار الكثير من السوريون يوم الخميس إلى مدينة ستوكهولم السويدية، ليس طلباً للجوء، بل للمشاركة بالحدث المقام هناك، وهو الإعلان عن اسم الفائز بجائزة نوبل للآداب، فعيونهم كانت مصوّبة، نحو الشاعر السوري أدونيس، أحد المرشحين للجائزة.
اختلف السوريون مجدداً، هذه المرة، حول أحقية أدونيس بالحصول على الجائزة أو لا، واستمر الخلاف، بعد الإعلان عن حصول الكاتب الفرنسي باتريك موديانو، على نوبل للآداب، البعض بارك لموديانو وسخر من أدونيس، وآخرون كانوا عكس ذلك.
غصت مواقع التواصل الاجتماعي بالخلافات، وحلقات النقاش بين السوريين، فكتب الصحفي السوري ابراهيم الجبين على صفحته في الفيسبوك: "من هي الجهة التي رشحت الكاتب الطائفي اليميني المتطرف أدونيس لنيل جائزة نوبل"، مضيفاً: "هل هي أمن الدولة برئاسة علي مملوك أم المخابرات الجوية برئاسة جميل حسن، أم دائرة الثقافات العالمية في القصر الجمهوري برئاسة بثينة شعبان".
وتساءل آخر: "يا جماعة انسوا موقفه من الثورة و اعتبروه خرف ع كبر.. بس مين فينا قادر يقرا قصائد أدونيس و يستمتع فيها؟".
على الطرف المقابل، قال السيناريست السوري سامر فهد رضوان، على صفحته: "كواتيب الثورة وظلال الضمائر الأدبية فيها، موهومو التأثير، يهيلون جهلهم بفظاعة مبتكرة على معلم سوري كبير كأدونيس".
وتابع رضوان: "أن تحمل موقفاً من آرائه بالثورة شيء، وأن تكون مخصياً لدرجة عدم تمييز ما أنجزه من جمال وسط بشاعة الأدعياء شيء آخر".
موقف رضوان، تناغم معه ما كتبه الشاعر السوري هاني نديم، على صفحته في الفيسبوك: "ع فكرة.. بعرف أكتر من عشرة ممن يشمتون اليوم بأدونيس كانوا وقت يشوفوه يتدعوسوا ويدعوسوا ع العالم ليتصوروا معو".
أدونيس في سطور
علي أحمد سعيد اسبر، المعروف بأدونيس، هو شاعر سوري ولد عام 1930، بقرية قصابين التابعة لمدينة جبلة في سوريا، اتخذ اسم الإله الكنعاني الفينيقي "أدونيس" لقباً له.
تخرج من جامعة دمشق متخصصاً في الفلسفة عام 1954 ، غادر سورية الى لبنان عام 1956، حيث التقى بالشاعر اللبناني "يوسف الخال"، وأصدرا معاً مجلة "شعر" مطلع عام 1957، ثم أصدر مجلة "مواقف" بين عامي 1969و 1994 .
ونال أدونيس عام 1973، درجة الدكتوراه في الأدب من الجامعة اللبنانية، وحصل على عدد من الجوائز العالمية وألقاب التكريم، كما ترجمت أعماله إلى 13 لغة، وتم ترشيحه من قبل النقاد و بعض المؤسسات الثقافية لنيل جائزة نوبل للآداب عدة مرات.