اكتفى بعض المدنيين بالوقوف والنظر طويلاً على بقايا منازلهم في بلدة الدخانية بريف دمشق، فلا مكان يعودون إليه اليوم.
طال الدمار حوالي 70% من بيوت المدينة، التي انسحبت منها كتائب جيش الأمة وجيش الإسلام، إلى منطقة وادي عين ترما، بعد شهر كامل من القصف المتواصل، الذي استخدمت فيه قوات النظام مختلف أنواع الأسلحة والصواريخ.
دخلت قوات النظام يوم الاثنين إلى المدينة، وأعلنت وسائل الإعلام الرسمية عن عودة السكان الذين كانوا قد نزحوا هرباً من الاشتباكات، إلا أن مهند المنجد مراسل روزنة هناك، أكد اختفاء مظاهر الحياة من المدينة واستحالة عودة الأهالي، بسبب الدمار شبه الكامل للبنى التحتية.
وكانت قوات النظام قد اتبعت سياسة الأرض المحروقة بعد سيطرة مقاتلي القيادة العامة للغوطة على البلدة الاستراتيجية، التي تعدّ بوابة نحو منطقتي جرمانا والدويلعة التي يحكم النظام سيطرته عليهما في ريف دمشق، و استخدمت قواته أكثر من 80 صاروخ أرض_ أرض، في المعارك التي كلفته ما يزيد عن 170 قتيلاً.
أنشأت فصائل المعارضة، شبكة من الأنفاق، تربط الدخانية مع قرى وبلدات الغوطة، وأعلنت وحدات الهندسة التابعة للنظام أنها قامت بالكشف عنها، وبتفكيك عشرات العبوات الناسفة التي كانت مزروعة في المدينة، على حد وصف الإعلام الناطق باسم النظام.