انتشر تطبيق على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" بعنوان "أين يجب أن تعيش على الكرة الأرضية"، يعتمد على توجيه 19 سؤالاً للشخص، وبناءً على أجوبته، يحدد له البلد المناسب ليعيش فيه.
العديد من السوريين شاركوا في هذا الاختبار، رغم الوضع المأساوي الذي يعيشونه، بعضهم أجاب على الأسئلة وهو في بلاد اللجوء، وآخرون قاموا بالفعل ذاته، وهم محاصرين داخل سوريا.
يقول سراج، المقيم في غوطة دمشق المحاصرة من قبل النظام منذ عامين، إنه خاض التجربة، والبلد الذي اختاره التطبيق له، هو تركيا، التي كان وما يزال، يحب السفر إليها. وعلّق ساخراً:" سأجهز حقيبتي فوراً استعداداً للسفر".
اللافت في التطبيق، أنه على الأغلب لا يختار أي دولة عربية، لتكون البلد المناسب لشخصية المشارك، وهذا كان جيداً لعدد من السوريين، الذين خاضوا التجربة، بسبب استيائهم الشديد من بعض الدول العربية، التي رفضت استقبالهم، وتلك التي عاملت أبناء جلدتهم، أسوأ معاملة، حسب ما يقولون.
تقول رزان، إن البلد الذي اختاره لها التطبيق لكي تعيش فيه هو فرنسا، موضحة أن هذه القرعة كانت مناسبة لها، ففرنسا بحسب رأيها، بلد مناسب وملائم لكي تعيش فيه.
جاء التطبيق متوافقاً مع هاجس عدد من السوريين، الذين يبحثون عن مكان للعيش فيه بأمان، فكان فسحة صغيرة لهم، وتجربة، لعيش شيء من الحلم.
سارع كل واحد منهم لبدء الاختبار والخوض فيه لعل الحظ يحالفه، وينتهي بجملة، أنت ستعيش في أوروبا!، القارة التي يحلمون باللجوء إليها.
نوار الذي يعيش لاجئاً في تركيا، كانت إندونيسيا من نصيبه في الاختبار، فما كان منه الا أن تذمر على حظه السيء! حيث كان يمنّي النفس بأوروبا.
أما "مار أحمد" فكان له رأي آخر، حيث وجه رسالة للسوريين " يجب أن يفهم السوري بـأن عليه أن يتوقف عن أحلامه بالعيش في غير بلده"، مضيفاً:" اللي مضيع وطن فالسما أفضل مكان ليعيش فيه بكرامة".
مع انتشار تطبيق "أين يجب أن تعيش على الكرة الأرضية"، والمشاركة الكثيفة من السوريين فيه، الذين يطمحون بالوصول إلى أوروبا، كان لعدد من الناشطين في حلب، طموح مغاير، حيث رسموا خريطة رمادية مشابهة لتلك التي يقدمها التطبيق، ووضعوا قلباً أحمرَ على مدينة حلب، وكتبوا:" سوف أعيش في حلب المحررة"، كتعبير عن أن بلادهم، ما زال فيها أماكن للعيش.