أهالي "كوباني" يلاقون العيد بنزوح مرّ

أهالي "كوباني" يلاقون العيد بنزوح مرّ
تحقيقات | 06 أكتوبر 2014

جلسوا على أمتعتهم التي حملوها معهم من ديارهم، افترشوا الطرقات والمنازل المهجورة والمحال التجارية الفارغة، في مدينة سروج التركية الواقعة على الحدود مع سوريا.

هكذا كان حال أهل عين العرب "كوباني"، الذين هربوا من قصف تنظيم "الدولة الإسلامية" على مناطقهم، لم يتبادلوا تبريكات العيد، أو يتناولوا الحلوى والسكاكر، الأطفال وحدهم خرجوا إلى شوارع سروج، وتعالت ضحكاتهم وصيحاتهم، في محاولةٍ لنسيان مأساتهم.

غياب مظاهر العيد

تعيش "زوزان" وعائلتها في صالة أفراح، تحدثت عن وضعها لروزنة:" لم نشعر أن هناك عيد أو فرحة في هذا اليوم، نفكر بمصير كوباني، قبل التفكير بمصيرنا"، مضيفةً وهي تبكي:" كوباني لن تسقط، كوباني صامدة".

أما "كوران"، فيقضي معظم وقته في مقاهي سروج، يعتبر أن العيد ومنذ ثلاث سنوات، لم يعد له طعم أو لون، وفي هذه الأوقات، يستمع باهتمام الى أحاديث أبناء قريته المتوافدين إلى المقهى، علّ أحدهم ينقل خبراً يدخل الفرحة إلى قلبه، كما يقول.

أغلب لاجئي مدينة عين العرب "كوباني"، وصلوا الى مدينة سروج التركية لوحدها، أما البقية، قصدوا مدن أورفة و ديار بكر وغازي عنتاب، ومرسين وغيرها.

مظاهر العيد غابت عند هؤلاء اللاجئين، فمدينتهم محاصرة من جهاتها الثلاث، الشرقية والغربية والجنوبية.

كان تنظيم "الدولة الاسلامية" صعّد هجومه على المدينة، الواقعة قرب الحدود التركية، منذ أواسط شهر أيلول الماضي، وسيطر على حوالي 64 قرية محيطة بالمدينة، ولم يعد يفصله عن مركزها سوى بضعة كيلومترات.

نزوح ما يزيد عن 300 ألف شخص

محي الدين ابو عمر، مسؤول فرع الهلال الأحمر في عين العرب "كوباني"، يعمل وفريقه التطوعي على إنقاذ اللاجئين، عند البوابة الحدودية الوحيدة، قرب قرية جولك التركية، ويصف المشهد هناك بالمأساوي.

 

موضحاً:" بحسب الاحصائيات التركية الرسمية الصادرة عن مكتب شؤون اللاجئين AFAD والذي افتتح مكتباً هنا، بلغ عدد العابرين 200 ألف لتاريخه، عدا عن أول يومين، حيث لم يتسن لنا تسجيل جميع أسماء النازحين، لذلك نقدر عدد الوافدين بأكثر من 300 ألف شخص دخلوا الأراضي التركية، منذ يوم الجمعة في التاسع عشر من أيلول".

 

مخاطر العبور

أكد الدكتور أحمد قادر أحد مسؤولي فرع الهلال الاحمر لمدينة عين العرب "كوباني"، أنه منذ دخول النازحين من نقطة العبور الوحيدة، انفجر حوالي 50 لغماً، مات 3 أشخاص، وهناك 17 آخرين حالتهم حرجة، أسعفوا الى المشافي التركية.

وأوضح قادر أن هذه المنطقة تعد حقل ألغام، ويومياً ينفجر لغم أو اثنان بالنازحين، والسلطات التركية تتحكم بالمنافذ الحدودية، مضيفاً :"تارةً تفتح الطريق أمام اللاجئين وتارةً تغلقها، وأخيراً تركت هذه النقطة الوحيدة مفتوحة لتستقبل الفارين من نيران المعارك الطاحنة".

وتابع الطبيب: "إننا "في Hiva Sor لا نملك سوى نقالتين وحقيبة طبية صغيرة، بداخلها أدوية للإسعافات الأولية".

ويتشكل فريق الهلال الأحمر لعين العرب، من 200 متطوع جُلّهم من المدينة، يعملون بدون أجر، ينامون في العراء على الأرض منذ أكثر من أسبوعين، لتقديم ما تيسر من الخدمات للاجئين.

 يذكر أنالضربات الجوية للتحالف الدولي، فشلت إلى حد الآن، في وقف تقدم تنظيم "الدولة الاسلامية" على عين العرب، حيث كان جهاديو التنظيم المتشدد، قد توعّدوا بالسيطرة على البلدة خلال أيام، وتفاخروا بأنهم سيؤدون صلاة عيد الأضحى في مساجد "عين الإسلام"، بدلاً من "عين العرب" كما أسموها.


 


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق