تركت مصاغها في درعا فسبقها إلى السويداء

تركت مصاغها في درعا فسبقها إلى السويداء
تحقيقات | 10 سبتمبر 2014

لم تتمالك أم أحمد المهجرة من ريف درعا نفسها، عندما وجدت أثاث صالون منزلها مستخدماً في أحد بيوت قرية عريقة بريف السويداء، ولم تكن تتوقع، أن تستعيد ما خبأته، على مدى نحو نصف قرن.

شهدت الحادثة أم خالد، التي وصفت لروزنة المشهد، وكيف وجدت تلك الامرأة المهجرة، ليراتها الذهبية في أحد الكراسي عند مضيفيها.

قصص عديدة أقرب إلى الخيال، يتداولها أهالي السويداء، يروي أبو سمير ما شاهده في أحد محال الأدوات المستعملة بالمدينة:" اقترب شخص يدعى محمود من البائع، وطلب منه السماح له بالبحث في أحد الكنبات، فقد شك بأن تكون من أثاث منزله، وحين وجد علامة القهوة التي دلقها عليها، تأكد من شكوكه".

 

التعفيش بين رأيين

حوادث عديدة ينقسم  أهالي السويداء إزاءها، بين من  يؤيد سرقة أثاث المدن السورية المدمرة، ويعتبرها " فرصة" ولاحت، وآخر يرى في ذلك حراماً، غير مبرر.

بسام الموظف في دائرة حكومية، يرفض مجرد التفكير بشراء أو اقتناء هذه الأدوات "المعفشة"، رغم حاجته إلى الكثير منها.

 يتساءل الرجل": هذه أموال وأرزاق أناس هُجّروا من بيوتهم، أو قتلوا كيف نحللها لأنفسنا؟"،  مضيفاً "هل وصل بنا الأمر لأن نكون تجار حرب، ونحلل  مثل الذين يقتلون ويدمرون ويذبحون  ويعتبرون أملاك الدولة غنائم ".

يختم بسام كلامه:" بالتأكيد لن أٌدخِل لمنزلي سريراً ينام عليه طفلاي، في حين أن ابن المليحة ينام بالعراء، و عندما استطيع الشراء سوف أفعل، ولا بأس حتى يتحقق ذلك، أن ينام أطفالي على فراش على الأرض،  هم ليسوا أفضل من الذين هجروا من بيوتهم ودمرت منازلهم".

 

أما نزار، الجندي في جيش النظام، فيعتبر المواد المعفّشة غنائم حرب، ويؤكد أنه سيأخذ ما يقع تحت يديه، وما لا يستطيع حمله، سيحرقه، رداً على سرقة بيته في التضامن.

نزار ابن إحدى القرى في الريف الغربي للسويداء، يقول مبرراً أفعاله:" الأمر لم يتوقف علي، فهناك مئات المعفشين، وهم شبكات وورش تعمل بنظام، وهي على علاقة بتجار يشترون كل شيء، وأحياناً الجمل بما حمل".

بعد عودته من إحدى المعارك، يبيع الجندي بضاعة معفشة، لعامر.ج، يقبض 27 ألفاً ثمنها. على هذا المنوال يعمل نزار، ويبيع ما يغتنمه بناءً على توصيات، إن كان لمعارفه مباشرة، أو لمحال البيع في مدينة السويداء، ولا يجد صعوبة في المرور على الحواجز العسكرية، كونه جندياً، ويعطيهم قطعاً من المسروقات، أو مبلغاً من المال.

بات من السهولة في السويداء رؤية تزايد المحال التي تبيع أدوات منزلية، يقال إنها مستعملة، وما يثير الاستغراب، هو انتشار ظاهرة التعفيش بكثرة، عندما اقتربت المعارك من دمشق، وأصبح السوريون يرون على مدار الساعة، السيارات خارجة من مناطق المواجهات المسلحة محملة بالمواد، ومتجهة نحو المناطق الآمنة القريبة كجرمانة مثلاً.

وغالباً يكون برفقة هذه السيارات عسكري أو أحد عناصر "الدفاع الوطني"، لتسهيل المرور على الحواجز، التي تأخذ نصيبها.


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق