منتجع للأغنياء في دمشق وحرب لباقي السوريين

منتجع للأغنياء في دمشق وحرب لباقي السوريين
تحقيقات | 07 سبتمبر 2014

خاب أمل سكان مشروع دمر غربي دمشق بعد افتتاح منتجع "أب تاون"، في 16 آب الماضي، حيث تفاجؤوا بزيادة انقطاع الكهرباء عن منازلهم، والازدحام المروري الشديد الذي سببه وجوده وسط منطقة سكنية، ما دفعهم لإطلاق حملة على فيسبوك تحت عنوان "مقاطعة أب تاون حتى عودة حقوق أهل مشروع دمر".
يضم المجمع المقدرة تكلفته بـ6 مليارات ليرة، مولاً وأسواقاً تجارية، و7 مطاعم وصالات للأفراح، إضافة إلى نوادٍ ترفيهية ورياضية وثقافية ومسابح، كلّها تتجمع في مساحة تبلغ 38 دونماً.
ساعد موقعه الذي يعتبر في منطقة آمنة، على اجتذاب العديد من سكان دمشق الميسوري الحال، باعتباره أحد الأماكن القليلة المتبقية، حيث يجد الناس متنفساَ.

   
سكان المنطقة يشتكون

عمار أحد سكان الشارع الذي افتتح فيه المنتجع، يقول لروزنة: "المشكلة الأكبر التي يعاني منها السكان في الأبنية القريبة من المنتجع، هي الازدحام المروري الشديد في الشوارع الموازية والمتقاطعة مع المنشأة، وتغلق بعض الطرقات أحياناً من شدة كثافة الذاهبين والعائدين إليه، ولم يعد هناك متسع لركن سيارات القاطنين هنا".
أما السيدة لبنى، فتتحدث أن مشكلة الازدحام قد تبدو بسيطة أمام أصوات الضجيج التي تخرج من المنتجع، وتضيف: "المنتجع لا يغلق حتى ساعات متأخرة من الليل، وأصوات الضجيج تصل إلى مسافة بعيدة جداً، حتى أن السكان البعيدين مسافة 15 دقيقة عن المنتجع، يستطيعون سماعها".
يعاني أيضاً بعض السكان في المناطق البعيدة عن "أب تاون" على أطراف مشروع دمر، ودمر البلد، من قلة المياه، ويعزون السبب إلى المضخات القوية التي تستخدمها المدينة المائية الموجودة في المنتجع، والتي تسحب كمية كبيرة من المياه.

    
الماء والكهرباء أهم من الترفيه

على مسافة قريبة من "الأب تاون"، الذي افتتحه رئيس حكومة النظام وائل الحلقي، يعيش سكان مدينة دمر ووادي المشاريع، وسط أزمة اقتصادية وأوضاع صعبة، كباقي سكان دمشق المتواجدين في الأرياف، والأماكن التي شهدت نزوحاً كبيراً جراء الحرب وتدني الأوضاع المعيشية، حيث أثار افتتاح المنتجع سخطهم.
كانت تعليقات الناس على صفحة المنتجع في الفيس بوك، متفاوتة ما بين متذمر وساخر، حيث علق أحمد العلي: "المشروع غير مجد لناس مشردة من بيوتها ولاتستطيع تأمين حتى الطعام، الماء والكهرباء أهم بكثير للمواطن من الترفيه بهذه الأيام الصعبة".
فيما يقول برهان محمد ": نحن نموت من الحرارة وغيرنا يترفه على حساب حصتنا من الكهرباء"، وكتب صالح المنصور ساخراً من إدارة المنتجع: "الناس تموت من الجوع وأنتم تصرفون ملايين الدولارت على مشروع فاشل".
ويضيف شخص آخر: "مشان ماتشغلو مولداتكم ويبقى المجمع بظلام من 10 لـ 30 ثانية، بتنزعو علينا عيشتنا ومانشوف الكهرباء غير كم ساعة".

   
آخرون سعداء بوجود المنتجع


يرى آخرون أن وجود المنتجع في المنطقة هدية لهم ولأطفالهم، فهم يجدون فيه مساحة للترفيه عن النفس، وخاصة مع قلة الأماكن الآمنة المتوفرة لقضاء عطلة نهاية الأسبوع.
يتحدث عدنان: "بالتأكيد المشروع له سلبياته ولكن أعتقد أن السكان يبالغون في ردود أفعالهم، يجب أن ينظروا للناحية الإيجابية، فقد أصبح لدينا مكان قريب وآمن، نستطيع أن نقضي فيه ساعات ممتعة مع أطفالنا، كما أن القائمين على المشروع، يعملون لإيجاد حلول للمشكلات التي ظهرت".

 


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق