12 ساعة من حي صلاح الدين إلى جامعة حلب

12 ساعة من حي صلاح الدين إلى جامعة حلب
تحقيقات | 06 سبتمبر 2014

معظم السكان مجبرين على زيارة الطرف الآخر، وخاصة المتواجدين في مناطق سيطرة المعارضة، ومازالوا يتقاضون رواتبهم من الدوائر التابعة للنظام السوري، أو الطلاب الذين يذهبون إلى الجامعة لمتابعة دراستهم أو تقديم الامتحانات، ويكاد يصل سعر هذه الرحلة، إلى مبلغ يوازي سعر رحلة بين مدينتين. أحمد طالب في جامعة حلب يقول لروزنة: "في السابق كان يستغرق الطريق من منزلي إلى الجامعة 20 دقيقة، أما الآن فالطريق يستغرق حوالي 12 ساعة، كما أنه صعب جداً ومكلف، هنالك حواجز للنظام قرب خناصر وحواجز لتنظيم الدولة". المرضى كان لهم نصيبٌ من العناء أيضاً، خصوصاً أصحابُ الأمراضِ المزمنة التي تكون بحاجة إلى رعاية دائمة ومستمرة، أو أصحاب الحالات المرضية المفاجئة. يقول باسل أحد شباب مدينة حلب إنه اضطر إلى نقل والدته عبر هذا الطريق لمعالجة أسنانها، كون المناطق الخارجة عن سيطرة النظام لا تتوفر فيها الرعاية الطبية. وتزداد صعوبة الأمر من ناحية كثرة الحواجزالموجودة وخاصة التابعة للنظام، التي توقف السيارات لفترات طويلة وتدقق أسماء المسافرين واحداً واحداً، وترهقهم بكثرة التفتيش الذي يتكرر من حاجز إلى آخر. بعد عودة تنظيم الدولة الإسلامية إلى الواجهة، استطاع السيطرة على عدة نقاط من ذاك الطريق، وراح يضايق الناس بتشدده الزائد وخاصة النساء اللواتي يمنع مرورهن دون محرم، ما يعقد الأمور ويجبر معظم النساء على إلغاء رحلاتهن في أحيان كثيرة. الصعوبات لا تتوقف عند هذا الحد، بل يوجد أيضاً خطر الاعتقال من قبل التنظيم، أو الانتظار بالحافلة في حال حدث اشتباك على الطريق كونه طريق عسكري. أم صبحي سافرت عبر هذا الطريق وأخبرتنا عن معاناتها، "أجبرت على الذهاب إلى مناطق النظام للحصول على جواز السفر، ولن أفكر بالذهاب مرة أخرى، كان الطريق صعباً جداً، كما أنه حدث اشتباك بين داعش وقوات النظام ، فاستغرق الطريق خمس ساعات اضافية".


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق