تحدثت براءة لروزنة عن قصتها منذ البداية، عندما اختاروا طريقاً ترابياً، عله يكون أكثر أماناً، "صادفنا عنصراً من الجيش الحر على دراجةٍ ناريةٍ، سألناه إذا كان الطريق العام هادئاً، قال إنه لا يوجد شيء هناك حالياً، فاتجهنا إلى الطريق العام لأنه أسهل". كانت براءة تحلم بالوصول إلى الأردن، والعيش في مكان آمن بعيداً عن المعارك والقصف، رسمت أمنيات لبداية جديدة في مكان جديد، لكنه لم يقدر لها أن تجتاز الحدود سالمة، لتجد نفسها أمام واقع أصعب مما تخيلت. في الطريق العام وجدت الأسرة نفسها عالقةً في اشتباكات، أصيبت براءة برصاصة في ظهرها، تسببت بتلف في نخاعها الشوكي، وبالتالي، إصابتها بالشلل في النصف السفلي من جسدها، وهي الآن نزيلةٌ في مركز سوريات عبر الحدود بعمان، وتخضع للعلاج الفيزيائي، على أمل أن تستعيد الإحساس تدريجياً. تركت الفتاة مدرستها مع بداية الاشتباكات في منطقتها، كانت في الصف السابع، ويفترض أن تكون في الصف التاسع حالياً، وما تزال غير قادرة على الذهاب إلى المدرسة حتى الآن بسبب إصابتها، تقول إنها كانت تحب دراسة اللغة الإنكليزية، وتستمع بتعلمها في المدرسة. تذهب براءة كل شهر لزيارة أسرتها التي تعيش في محافظة المفرق، وتعود إلى المركز لتستأنف العلاج، ديمة المعالجة الفيزيائية التي تشرف على وضعها، أوضحت لروزنة طبيعة الإصابة التي تعاني منها، وأثر العلاج في تحسنها، "تعاني براءة من إصابة في النخاع الشوكي في الفقرة العاشرة، ما أدى لشلل في ساقيها وفقدان الإحساس فيهما، الأمر الذي يدعو للتفاؤل أنها كانت فاقدةً للإحساس إلى منطقة فوق البطن، ومع العلاج الفيزيائي بدأت الأعصاب بالتحسن، وأصبح مستوى الإحساس ينزل تدريجياً نحو الأسفل، ونأمل أن يستمر ذلك إلى أن تستعيد القدرة على المشي". تعيش ابنة الخمسة عشر ربيعاً على أمل أن تشفى، وتتمكن من السير على قدميها مجدداً، لذا تواظب على جلسات العلاج الفيزيائي، تؤدي التمارين المطلوبة منها، وهي تستمع إلى الموسيقى التي تخزنها على هاتفها المحمول، ورغم كل شيء، يراودها حلمٌ بأن تتمكن من دراسة الطب يوماً ما.