تسبب خطف جنود مطار الطبقة، من قبل عناصر تنظيم الدولة الإسلامية، بصدمةٍ واستياءٍ لدى مؤيدي النظام ومعارضيه على السواء، وعبر الكثيرون عن سخطهم على القيادات العسكرية والسياسية للنظام السوري.
كانت الحادثة بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، بالنسبة لبعض المؤيدين، ويقول إسماعيل الذي فقد ذراعه وقُتل أخوه، أثناء قتاله إلى جانب النظام في معارك الريف الشمالي للاذقية، إن "الفيديو الذي يصور أسرى الجيش لدى تنظيم الدولة مخزٍ جداً، أشعر بفقدان ثقتي بالقيادة العسكرية، بعدما حدث بمعركة سجن حلب ،ومدرسة المشاة، ومشفى الكندي وغيرها، قلنا ربما أخطاءٌ فرديةٌ، لكن بعد سقوط مطار الطبقة في يد الدولة الإسلامية، مع تعتيمٍ إعلامي من جانب الحكومة السورية، أشعر أننا قدمنا كل شيءٍ مقابل دمار البلد وخدمة المفسدين، وفي حال استمر الأمر على ما هو عليه، ستباع مواقعٌ أخرى، وأرواحٌ أخرى، وعلى فقراء سوريا السلام".
تعتيم إعلام النظام
تجاهل إعلام النظام الحادثة كلياً، لكن مقاطع الفيديو انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، وهي تظهر عشرات الجنود الأسرى شبه عراة، ويساقون بطريقةٍ مذلةٍ إلى الموت، من قبل عناصر تنظيم الدولة الإسلامية، وتظهر جثثهم بعد ذلك في التسجيل، إضافةً لشتائم تمس الطائفة العلوية التي ينتمي إليها عدد من الجنود، ما أثار حفيظة تلك الأسر التي فقدت آلافاً من أبنائها لنصرة النظام.
يقول أبو علي وهو موظفٌ حكومي "فقدنا أبناءنا، خسرنا مستقبلنا، احتملنا الفقر في ظل الحرب، كل هذا لأجل بقاء الأسد في الحكم، وفي آخر المطاف نراه يكلف رئيس الوزراء بتشكيل حكومةٍ فاسدةٍ أخرى، خدعونا إعلامياً اعتبرنا أن الوضع تحت السيطرة، صحونا على كارثةٍ إنسانيةٍ، أزهقت أرواح مئاتٍ من شبابنا، بطريقةٍ وحشيةٍ، نتيجة قراراتٍ خاطئة من القيادة، وخياناتٍ لاتعد ولا تحصى، ثم يتحفنا رئيس الوزراء اليوم بدقيقة صمتٍ، حداداً على أرواح شهداء مطار الطبقة، ما أرخص أرواحنا !".
طالب عدد من مؤيدي النظام، بإقالة وزير الدفاع، ورئيس هيئة الأركان وقائد القوى الجوية إضافة لوزير الإعلام، من ناحيتها اكتفت السيدة أم سعيد، التي فقدت ابنها في معركة مدرسة المشاة بمطالبة كل من لديه ضمير ألا يصمت عن الهزائم غير المبررة.
تقول أم سعيد: "عن أي عملية تجميع قواتٍ ناجحةٍ يتحدثون، إن كانت ستنفطر قلوب الأمهات على هذا العدد الكبير من الأسرى الذين وقعوا بأيدي تنظيم الدولة، يكفينا صمتاً، أرجوكم لا تنسوا تقصير القيادة، لا يجب أن نبقى كالنعاج لا نفهم ما يحدث، ونسلم بثقة عمياء، فقدت ولدي لم يعد يهمني إن مت أو عشت، ما يهمني ألا تضيع دماؤه".
تعاطف المعارضين
أبدى الكثير من المعارضين تعاطفهم، مع أفراد جيش النظام، للمرة الثالثة هذا الشهر، كان أولها عند تعليق رؤوس عساكر الفرقة ١٧ في الرقة، من قبل عناصر تنظيم الدولة الإسلامية، ثم حادثة قتل الجندي يحيى الشغري صاحب عبارة "والله لنمحيها" التي قالها قبل موته، وأخيرا أثار ما حدث في مطار الطبقة، استياء المعارضين وانتقاداتهم، لكلٍ من تنظيم الدولة الإسلامية والنظام السوري.
وتمنى بعض المعارضين، أن توقظ هذه الحادثة المؤيدين، وتعرفهم على حقيقة إعلامهم. تقول الصحفية والناشطة المعارضة ساره صالح "لا أتعاطف مع الجيش كجيش، أتعاطف معهم كبشر و أرواح، لهم عائلاتٌ و أمهات، وأعرف كم هذا المشهد سيغذي الصراع، وتتوالد أجيالٌ مريضةٌ بعده، كما أني لا يمكن أن أنحاز لتنظيم الدولة، هم في نهاية الأمر بشرٌ يساقون للموت، أتمنى أن يستيقظوا على حقيقة إعلامهم الفاشي، ربما تثور الطائفة العلوية أخيراً بدافع الخوف الوجودي، هناك خوفٌ على مستقبلهم، والأفضل أن يثوروا ليحموا أنفسهم".
وانتشرت على الفيسبوك الكثير من المنشورات المشابهة، لمعارضين رفضوا قتل البشر بهذه الطريقة، وأدانوا النظام السوري الذي يسوق جنوده للموت بطريقةٍ رخيصة، دون أن تكون هناك قيمةٌ لحياتهم.