سوق الأحد في بيروت للسوريين بامتياز

سوق الأحد في بيروت للسوريين بامتياز
تحقيقات | 31 أغسطس 2014

مصطفى دباس - بيروت||


يشبه سوق الأحد في بيروت، الكثير من الأسواق الشعبية المشهورة في سوريا، يرتاده مئات السوريين أسبوعياً، بهدف البيع والشراء على السواء.

جاء معاذ من مدينة حمص، ليستقر في لبنان، وهو لا يتردد في شراء ما يحتاجه من هذا السوق، لأن وضعه المادي لا يسمح له بالذهاب إلى الأسواق العامة. ويقول معاذ لروزنة "على الرغم من أني أنتمي للطبقة الوسطى، ولكن في لبنان أشعر أني أفقر الفقراء، وحتى في هذا السوق الرخيص أدفع 70 دولاراً أسبوعياً، (مايعادر10 آلاف ليرةٍ سوريةٍ) لقاء الاحتياجات الأساسية، وهذا مبلغ كبير مقارنة بسوريا".

ويتابع معاذ حديثه عن غلاء الأسعار في لبنان بتهكم، "إذا كانت الأسواق الرخيصة هكذا، فكيف هي الأسواق العادية".

     

بضائع متنوعةٌ ورخيصةٌ

يزدحم السوق بالناس كل أحد، وتبدأ المساومات والأخذ والرد، فالجميع يريد البضائع بأسعارٍ مناسبةٍ، وكما يقول المثل "من البابوج للطربوش"، هكذا تصف أم محمد إحدى اللاجئات السوريات السوق وتضيف: "أشتري من هنا كل ما أحتاجه، من أدوات المطبخ والفواكه والخضار والثياب، ولا يهمني ما يقال عن السوق بأنه للفقراء، فهو يلبي احتياجات عائلتي".

تحاول أم محمد إخفاء ضحكتها الساخرة، وتقول: "يرتاد هذا السوق الكثير من اللبنانيين أيضاً، وبعضهم يخجل من المجيء ولا أعرف السبب".

مع توافد السوريين إلى لبنان، شهد سوق الأحد توسعاً في مساحته، وازداد عدد البسطات فيه. ويقول أبو إبراهيم أحد باعة العصرونية السوريين لروزنة: "كنت سائق تكسي في حلب، أما الآن فأبيع أدوات المطبخ في هذا السوق الشعبي، بضاعتي تنفذ بسرعة وأحقق ربحاً معقولاً يساعدني على إعالة أسرتي".

كان أبو إبراهيم يجلب بضاعته الرخيصة من دمشق، ولكن مع صعوبة التنقل، أصبح يعتمد على البضاعة المحلية، وعلى السوق الصينية على حد قوله.

                

اللبنانيون يستفيدون أيضاً

يرى يحيى وهو أحد الباعة اللبنانيين، أن الأزمة السورية انعكست إيجاباً على عمله في السوق، "ازداد عدد الزبائن السوريين الذين يتوافدون من جميع المناطق، فهم وبسبب الوضع المعيشي الصعب، يعتمدون على هذا السوق الشعبي الذي يقدم لهم ما يحتاجون".

ويشير يحيى إلى أن الباعة يأتون من مختلف المناطق اللبنانية ليعرضوا بضاعتهم هنا، لكنه يعتقد أن ازدياد عدد الراغبين بفتح البسطات أدى لغلاء آجارها، "كان أجار البسطة 100 دولار أما الآن، فيصل  إلى 200 دولار حسب موقعها وحجمها، وهذا يعتبر استغلالاً لنا وللباعة السوريين الجدد أيضاً".

يضم سوق الأحد كل شيء، من الأحذية إلى أدوات المطبخ، وصولاً إلى الخردوات والثياب والأدوات المستعملة، وحتى الكتب القديمة والأنتيكة، فضلاً عن الخضار والفواكه والبزوريات الصغيرة.

أصبح السوق مقصداً للسوريين الذين يعانون من نار غلاء الأسعار في بيروت، كما أنه صار معيلاً للعديد من العائلات السورية النازحة، التي اختارت أن يكون لها بسطةٌ صغيرةٌ في هذا السوق.

 

 

 

 


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق