معابر التهريب لم تعد آمنة إلى تركيا

معابر التهريب لم تعد آمنة إلى تركيا
تحقيقات | 24 أغسطس 2014

أحمد طالب – الحدود السورية التركية ||

حلم النجاة بعبور الحدود التركية لم يعد سهلاً، كثيرون عبروا الحدود السورية التركية خلال السنتين الماضيتين، لكن مؤخراً بدأ الحرس الحدودي بإطلاق الرصاص الحي على معابر التهريب.

أصيب أبو محمد أثناء محاولته العبور من سوريا إلى الأراضي التركية، ويقول لروزنة: "عملي وعائلتي هناك، حاولت الدخول عدة مرات لكن الطرق مغلقةٌ، لا أملك جواز سفر، وهذا حلمٌ بالنسبة لي وللعائلة، لو ملكته لتركت طرق التهريب وأصبح لدي خيارٌ آمن".

    

رصاص وألغام

حاول أبو محمد الدخول عدة مرات، فقرر الذهاب إلى منطقة جديدة، قد تكون أسهل، "لم يكن هنالك أحد مما جعلني فرحاً وواثقاً بأنها نقطةٌ جديدةٌ، ولا يدري بها أحد، لم أدرك مدى خطورة ذلك، اقتربت من مكان الشريط، وإذا بلغمٍ انفجر بجسدي، ربما أفقد قدمي بسبب هذا التصرف".

أدى انفجار اللغم إلى تهشم خطير في إحدى قدمي أبو محمد. ويشير الطبيب خالد محفوظ، إلى وقوع حالاتٍ مشابهةٍ، "وصلتني حتى الآن أربع حالاتٍ، منها بحاجة إلى بتر القدم بسبب طرق التهريب".

يواجه السوريون الكثير من المخاطر والصعاب، أثناء عبورهم الحدود، منها مسافة التهريب الطويلة، وضرورة الركض السريع الذي لا يقدر عليه كبار السن والعاجزون.

مصاعبٌ أمام كبار السن

تعبر أم عبدو "65عاماً" الحدود منذ سنة بطرق التهريب، ولكن في الشهرين الفائتين أصبح ذلك صعباً، حتى أن المهربين أصبحوا يطلبون مبالغ أعلى، تختلف من يوم إلى آخر، وقد تصل إلى 1500 ليرةٍ سوريةٍ للشخص الواحد.

تقول أم عبدو: "أود زيارة أولادي أتيت إلى الحدود باكراً، ففي هذا الوقت يكون التهريب سهلاً، حاولنا عدة مرات العبور لكن العسكر كان يشدد الحراسة، وبعد دخولنا لم أستطع الخروج من الخندق، الذي عليك العبور منه حتى تصل الأراضي التركية".

استطاع العسكر الإمساك بالسوريين الفارين، وقام بتفتيش الحقائب، تقول أم عبدو: "ما أذكره أنهم قالوا: (هل معكم دخان أو شاي؟) هذه المواد تُهرب يومياً إلى تركيا".

أصبح الوصول إلى الشريط الحدودي صعباً ومخيفاً، بعد الإصابات التي حصلت عند الحدود، بسبب الألغام والتعامل القاسي من قبل العسكر. وباتت الحدود التركية تفتح وتغلق، حسب المصالح الدولية، في وقتٍ يبحث فيه السوريون عن مخرجٍ من الموت الذي يلاحقهم.


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق