غيّر آلاف الناشطين السوريين صورهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، منذ مطلع الأسبوع الحالي، مشاركة منهم في حملة استنشاق الموت، والتي تبلغ أوجها اليوم 21-8-2014 والمصادف الذكرى الأولى لمجزرة الكيماوي، والتي وقع ضحيتها مئات المدنيين من أهالي ريف دمشق.
برز الطابع التقني والفني على الحملة ، من خلال نشر بوسترات، ولوحات فنية على الفيس بوك خاصة، ويقول حسن تقي الدين أحد منظمي الحملة أنهم عملوا على تصميم عدة صور بألوان مختلفة ليبدأ مستخدمو الفيس بوك بتغيير صورهم كل يوم بلون في وقت واحد، محدثين موجة الكترونية كبيرة في فضاء الانترنت.
الصورة الأولى خضراء تعبر عن أشجار الغوطة، والثانية برتقالية تعبر عن الضبابية والدخان في الحرب، والثالثة حمراء لترمز كما هو معروف لدماء الضحايا، فيما يرمز اللون الأزرق الخاص باليوم الرابع لصفاء يوم مجزرة الكيماوي قبل عام كامل، وفي يوم 21 يغير كل الناشطين صورهم لتبدو صفراء كرمز للسموم الكيماوية التي قتلت المئات من المدنيين في الغوطة حينها.
ركز المصممون أيضا على الأمل، إرادة الحياة، فاحتوى تصميم آرام حسن على زهرة صفراء تصر على الاستمرار في الحياة رغم سمومها المتواجدة في الصورة بحسب قوله.
فيما ركز فنان آخر في لوحته على طفل يحاول إنقاذ طفلة أخرى بوضع واق لها، ويضيف آرام"الأصعب في الحياة هو أن تأتي طفلة ونقف عاجزين عن تقديم أي شيء لانقاذ حياتها!".
نشرت التجمعات السورية في كل بلاد العالم دعوات وتصاميم، عبر بوسترات ولوحات تعبيرية. فرسم الناشطون في مونتريال كأس العالم لكرة القدم على شكل كأس سوريّ يشرب السوريون الحزن والخراب منه كل يوم
وشارك الناشطون في العاصمة اللبنانية بيروت في تصاميم تذكر بالمجزرة أيضاً.
فيما دعا آخرون حول العالم ، للمشاركة بالوقفات التضامنية، والمشاركة في المناسبات والنشاطات الميدانية التي سيحييها مساء هذا اليوم مئات السوريين في عواصم الدول الأوروبية ودول جوار سوريا.
تجنب المصممون والمشاركون في الحملات نشر صور مؤلمة على صفحات التواصل الاجتماعي متخوفين من إغلاق صفحات الفيس بوك من قبل ادارة الموقع، لمخالفتها سياسته في النشر، ويقول حسن تقي الدين في حديثه لروزنة : "لأن المجزرة كانت من دون دماء وسننشر صور ليوم المجزرة ونلاحظ أنها من دون دماء".