أم ناصر محاميةٌ، أرادت أن توصل صوتها، للجنة التحقيق، ذهبت إلى مقابلتهم في الهلال الأحمر، بعد أيامٍ من المجزرة، عندما استطاعت لقاء أحدهم، أشار لها بأنه لا يتكلم اللغة العربية، فحدثته باللغة الإنكليزية، وكما قالت "حدثته بلسان أمٍ خسرت أغلى ما عندها، خسرت فلذة كبدها، خسرت ابنها الحنون وأولاده".
تحدثت أم ناصر لروزنة عن تفاصيل تلك الليلة "عند الساعة الخامسة إلا عشر دقائق فجراً، استيقضت وذهبت إلى الحمام لأتوضأ، واذا بي أسمع صوت أحد أحفادي ينادي والديه، ويستنجد بهما، خرجت مسرعة من الحمام باتجاه غرفة ابني وأولاده، وإذا بهم مستلقون عند مدخل المنزل، عندها بدأت بالصراخ مستنجدةً بالناس، لمساعدتي في إسعافهم، وخاصةً الأطفال ولم يخطر لي للحظة أنهم قد ماتوا ".
أيقنت أم ناصر أن ابنها قد مات، وعادت لمنزلها وبدأت بتحضير نفسها للموت، لأنها شعرت أن لحظة الموت قد حانت، ومن بعدها غابت السيدة عن الوعي.
تضيف أم ناصر "كانت أعداد الناس المصابة كثيرةً، رجالٌ ونساءٌ وأطفال، وكنت أسمع أصوات المسعفين، ينادون (أحمد مات نزلوه لتحت، فلان مات نزلوه لتحت)، لا أعرف بالضبط كم عدد الذين ماتوا لكنهم كانوا كثراً".
عندما سألت أم ناصر ابنها الآخر عن ناصر وزوجته وأولاده، لم يخبرها بالبداية أنهم فقدوا الحياة، وعندما أخبرها انهارت، ولاتعرف ماذا جرى لها على حد تعبيرها.