(الرياض) تعيش آمنة (25 عاماً) في السعودية، من دون أية حقوق، لأنها دخلت المملكة بتأشيرة زيارة. تقول لروزنة "وجدت عملاً في أحد محلات الماركات التجارية، يساعدني على تأمين المصروف، لكنهم فصلوني منه، بسبب حملة تصحيح الأوضاع، التي قامت بها السلطات هنا، وخوف أصحاب العمل من تحمل المسؤولية".
السوريون الذين دخلوا المملكة بقصد الزيارة، لا يملكون سوى حق الدخول إلى أراضيها لمرةٍ واحدةٍ فقط، فلا يمكنهم السفر خارج السعودية ثم العودة. كما لا يستطيعون ممارسة أي عملٍ، بحسب قوانين المملكة، إلا إذا حصلوا على بطاقة الإقامة.
معضلة التجديد
بعد إغلاق السفارة السورية في المملكة نهائياً، تم تكليف البعثة الدبلوماسية السورية في المنامنة، بمتابعة شؤون مواطنيها المقيمين في السعودية، فيما كانت الرياض قد أعلنت إيقاف منح تأشيرات الدخول "الفيزا" للسوريين، شأنها شأن عدد من دول الخليج.
حصل محمد كري على تأشيرة زيارة، بعد دفع رشاوىٍ كبيرة، ويواجه صعوباتٍ في الحصول على أوراقٍ للزواج، وتجديد جواز السفر، "منذ أن أغلقت السفارة السورية في الرياض، بات علينا السفر إلى البحرين، للحصول على أية وثائق، أو أوراق وهذا غير ممكن لمن دخل المملكة بتأشيرة زيارة. لأن المغادرة تشترط توافر صلاحيةٍ لأكثر من ستة أشهر لجواز السفر، بينما ترفض السفارة السورية في المنامة تجديده، إلا إذا كانت الصلاحية أقل من ذلك، كما أنها تؤكد حضور صاحب العلاقة حصراً".
مزاجية الموظفين
يرى سامر "35 عاماً"، أن تجديد الزيارات يرتبط بأهواء الموظفين، "في المرة الماضية صادف انتهاء تأشيرة والدتي وأختي قبيل العيد بأيام، والموظفون في الجوازات السعودية بدؤوا بالدوام على هواهم، كنت أول الواصلين إلى المركز، وآخر المغادرين، انتظرت التجديد دون جدوى، وعند انتهاء المدة تم تغريمي بمبلغ خمسمئة ريال سعودي".
ويضيف سامر "بإمكان أي شخص أن يستخرج بطاقة إقامة لزائريه، لكن بطرقٍ غير قانونية وبعد دفع مبالغ طائلة".
يحتم نظام الزيارة على المستضيف تجديد الزيارة، خلال ثلاثة أشهر من تاريخ سريانها، مقابل رسوم تقدر بمئة ريال سعودي، للشخص الواحد في كل مرة، ما يعادل 4500 ليرةٍ سوريةٍ، وفي حال تأخر التجديد تترتب غرامةٌ ماليةٌ على المستضيف.
طبابة مجانية
يعاني السوريون وغيرهم في المملكة، من غلاء الطبابة والأدوية، في حال عدم وجود تأمين صحي. لكن السلطات السعودية، منحت مؤخراً السوريين الحاملين للزيارة، حق الطبابة المجانية في كل المشافي والمستوصفات الحكومية.
لا توجد إحصاءاتٌ موثقة، لأعداد السوريين في المملكة، بسبب حركة الدخول والخروج المستمرة، وآخر إحصائية لوزارة المغتربين في حكومة النظام السوري، كانت عام 2004، تظهر أن تعداد السوريين 800 ألف في السعودية.
ويزيد معاناة السوريين في المملكة، امتناع سفارة بلادهم في المنامة عن تجديد جوازات المتواجدين في السعودية بتأشيرة زيارة، ما قد يضطر البعض للعودة مجبراً إلى سوريا.