بالصور.. من سنجار الى سوريا حكاية إيزيدية !

بالصور.. من سنجار الى سوريا حكاية إيزيدية !
تحقيقات | 16 أغسطس 2014

(القامشلي) لم تتسع السيارة التي هرّبته من جبال سنجار في العراق لكل أبنائه، ما اضطره إلى ترك ولدين وفتاة، يواجهون مصيرهم مع تنظيم الدول الإسلامية. وصل سعيد إلى مخيم نوروز في المالكية "ديريك" أقصى الشمال الشرقي من سوريا، بعد رحلة  استمرت 30 ساعة، وانتهت عند نقطة العبور مع سوريا.

يتحدث الرجل لروزنة، بصوت متقطّع عن فلذات كبده الثلاث الذين تركهم في الطريق، حيث استطاع نقل ثمانية منهم فقط. يقول وهو يحضن قارورة ماءٍ قُدمت له في مخيم نوروز: " لا أعلم إذا كان أولادي أحياء، أو بيد عناصر الدولة الإسلامية الذين وصلوا مناطقنا، ويهددون بقتل كل واحد لا ينطق الشهادة"، ويضيف أن أغلب القرويين هربوا ولجؤوا إلى الجبال القريبة، "بقينا مختبئين ثلاثة أيام، قبل أن نتمكن من شرب نقطة ماء". 

وبحسب تقديرات الأمم المتحدة، فإن نحو 200 ألف شخص، فرّوا عندما اقتحم مقاتلو تنظيم "الدولة الإسلامية" مدينة سنجار، التي يسكنها قرابة الـ300 ألف نسمة، بعض الهاربين بقي في الجبال أكثر من خمسة أيام، وحتى المساعدات التي ألقيت لهم من الحوامات، لم تكن كافية.


ينتمي معظم هؤلاء النازحين إلى الطائفة الايزيدية، التي تعود جذور معتقداتها إلى 4 آلاف سنة، تعرضوا خلالها لهجمات متكررة، ومجازر وحشية بسبب طبيعة ديانتهم، إذ تتحدث مصادر تاريخية عن أنها الديانة الأصل، لجميع الأكراد في العالم.


قصة سعيد، إحدى فصول النزوح التي عاشها الإيزيدون، وقد تكون هناك قصص أقسى،  فالكلام عن الجثث المتبعثرة في الجبال، لم يفارق ألسنة الناجين، عندما تحدثوا لروزنة عما جرى لهم، منذ دخول تنظيم الدولة الإسلامية إلى مناطقهم، إثر سيطرته على الموصل في حزيران الماضي، ومناطق واسعة شمال ووسط وغرب العراق.

 


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق