تمّام أحد أبناء الطائفة الدرزية وزوجته ليال مسيحيةٌ، ولكي يستطيعوا تسجيل زواجهما، بشكلٍ رسمي في السجلات السورية، يجب على تمام أن يعلن إسلامه.
يقول تمّام "زواجنا غير رسمي في سوريا، ولتسجيله في السجلات الرسمية، لا بد لي من إعلان إسلامي، لم أفهم لماذا يجب أن أعلن إسلامي، إن كنت غير مسلمٍ وزوجتي غير مسلمةٍ، علماً أن الطائفة الدرزية هي طائفة مسلمة".
وجهات نظر رجال الدين
تتميز سوريا بالتنوع الكبير للأديان والمذاهب التي تعيش فيها، فهناك 5 طوائف إسلامية معترفٌ بها في سوريا ، وحوالي 11 طائفة مسيحية كذلك، وفيها أكثر من 7 محاكم لها سلطة النظر في قضايا الزواج والطلاق، تختلف أحكامها وقوانينها باختلاف مذهبها الديني.
يقول "الأب حنا" وهو رجل دينٍ مسيحي "رأي الدين المسيحي معلن، وهو أن الزواج المدني زواجٌ يضر بالعائلة، ويضر بالأشخاص المتزوجين أيضاً، والكنيسة لا تحبذ هذا النوع من الزواج علماً بأنه موجود، فرفض الكنيسة للزواج المدني ينبع من عدة نقاط، منها مثلاً إن الشخص المتزوج مدنياً سوف يخسر مباركة الكنيسة، فالإنسان عندما يخسر بركة الرب فهو يعمل لوحده، وعليه تحمل العواقب، فهناك قوانين كنسية للزواج مسيحياً ويجب إتباعها".
"الشيخ عبد الهادي" وهو رجل دين مسلم يقول: "لا يجوز للرجل غير المسلم الزواج من فتاة مسلمة شرعاً، والسبب هو أن الكثير من غير المسلمين لا يؤمنون بنبينا (محمد صلى الله عليه وسلم)، على أنه نبيٌ وبالتالي لن تكون هذه الأسرة سعيدة ومستقرة باعتبار أن رأس هذه العائلة يكفر باعتقاد زوجته".
رفضٌ وقبول
في المجتمع السوري لكل فردٍ رأيه الخاص، حول فكرة ومفهوم الزواج المدني، سلمى طالبةٌ جامعيةٌ ترفض فكرة الزواج المدني بشدة "بالنسبة لي فكرة الارتباط في المستقبل، مع شخص مختلفٍ عني دينياً هي مرفوضة، وهذا ليس تعصباً دينياً بقدر ما هو عبارة عن عاداتٍ وتقاليد اجتماعية، فهناك العديد من المشاكل التي بالتأكيد ستواجه الزوجين في المستقبل، ولن يستطيعوا الاتفاق فيما بينهم على حلها بسبب تعنت كل طرف لعقيدته ولطائفته الدينية".
بينما كان لباسل رأيٌ مختلف "فنحن في مجتمعٍ يعيش قطيعة معرفية مع بقية الأديان والطوائف، فزواج الطوائف من بعضها أمرٌ مهم، ويساعد على الانتماء للوطن وينمي المواطنة ويسهم في قتل الطائفية، وسحب فتيلها، ونحن نعلم كم أثرت الحالة الطائفية على البلاد، بشكلٍ سلبيٍ، خلال الأحداث المشتعلة حالياً في سوريا، بالإضافة إلى أمرٍ مهمٍ جداً، فالزواج بين الطوائف يؤدي إلى تواصلٍ معرفيٍ طائفي، وينهي حالة الجهل بالطرف الأخر، فنحن في سوريا لا أحد منا يعلم عن الطوائف الأخرى أي شيء".
تكمن المشكلة في الزواج المدني في عدم قدرة المقدمين عليه، على الزواج في ظل غياب قانونٍ يسمح لهم بذلك، فقانون الأحوال الشخصية في سوريا، يستمد تشريعاته من الشريعة الإسلامية، ويترك لبقية الطوائف الغير مسلمة سن تشريعاتها الخاصة.