إنها مشكلة جميع المرضى في حلب، فالأدوية أصبحت شبه مفقودةٍ، وغالبية معامل الأدوية توقفت، بسبب ظروف الحرب. كما أن موزعي الدواء، لا يستطيعون الدخول إلى الأماكن التي تسيطر عليها المعارضة، بسبب خطورة الطريق.
أصبح المضطرون لتأمين الأدوية لمرضاهم، أمام خيارين، إما الذهاب إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة النظام، وشراء الدواء من هناك، وبالتالي التعرض لخطر الاعتقال، كونهم قادمون من منطقةٍ تسيطر عليها المعارضة، أو شراء الأدوية من تركيا، لكن الناس يصطدمون بواقع غلاء أسعارها هناك.
المعاناة شملت حتّى الصيادلة، بسبب ما أسماه الصيدلي خليل قلّة موزّعي الدواء، لعدم أمان الطرق نحو الريف، وظهور استيراد الأدوية الأجنبيّة.
ويرجع خليل ارتفاع أسعار الأدوية المصنعة في سوريا، إلى انخفاض قيمة العملة السورية أمام العملات الأخرى، بسبب الانهيار الذي أصاب الاقتصاد السوري.
إنّ مشكلة تأمين الدواء هي مشكلة أساسيّة باتفاق الجميع، يعاني منها المرضى وذويهم في سوريّا، لكن الحلول المناسبة تختفي، مع إفراغ جيب المواطن صاحب الدخل المتوسط.
وتشير المعطيات إلى زيادة أعداد المرضى الذين يحتاجون إلى الدواء بشكل دوري، بسبب انتشار الأوبئة والعدوى على نطاق واسع، لاسيما مع انحسار حملات التوعية الصحية.