مصطفى دباس - بيروت||
في منطقة الجناح ببيروت، يقضى مئات السوريون أيامهم في طوابير الانتظار، لحجز بطاقة الدخول إلى مفوضية الأمم المتحدة للاجئين، آملين في الحصول على مساعدةٍ طبيةٍ، أو لجوءٍ إلى دولةٍ أوروبيةٍ. ويقول أبو أحمد أحد اللاجئين في لبنان لروزنة: "أنتظر هنا منذ الساعة السابعة صباحاً، على أمل أن أدخل في الساعات القادمة، هذه الطوابير تزداد يوماً بعد آخر".
وبعيداُ عن مبنى الأمم المتحدة المكتظ، ما زالت بعض العائلات تفترش الأرصفة بانتظار موعد المقابلة في المفوضية.
في شارع الحمرا
ليس كل السوريين على سوية واحدة في لبنان، فمنهم من تأقلم مع الوضع وكون صداقاتٍ وأصبح له منزلٌ وعملٌ، وأماكن يقصدها في المناسبات، هكذا يروي أحمد الذي قدم من حلب مع عائلته: "نمارس كل الطقوس المعتادة، الطعام والزيارات والخروج مع الأصدقاء.. صحيح أننا نفتقد أجواء مدينتنا حلب، ولكننا نحاول أن نستمتع هنا قدر المستطاع ونأمل أن نعود قريباً إلى منزلنا".
يبدو المشهد مختلفاً في شارع الحمرا ببيروت عما كان عليه قبل ثلاث سنوات، ويروي أحد أصحاب المطاعم وهو من أصولٍ سورية:" لم يكن شارع الحمرا يشهد هذه الاكتظاظ سابقاً، فاللبنانيون عادة يقضون فترات الأعياد وأيام العطل بعيداً عن ضجيج المدينة، لذلك تكون شوارع المدينة فارغة، الآن مع تواجد عدد كبير من السوريين، أصبحت الحركة في الشارع كبيرة جداً، يأتي السوريون بكثافةٍ إلى المطعم هنا، ولاحظت أنه من الأماكن المفضلة لديهم، فهم يجدون فيه طابعاً شعبياً، شبيهاً بأماكن في دمشق، مثل ساروجة وباب توما".
أماكن أكثر للسهر!
تختلف الأمور بالنسبة لبطرس، الذي اعتاد المجيء إلى لبنان من سوريا في المناسبات، ليقضي الإجازة مع أصدقائه، فهو يشعر براحةٍ أكبر هنا، لأن التنقل أسهل كما أن إمكانية السهر متوفرة في أماكن عدة. " آتي خصيصاً في أيام العيد إلى لبنان لرؤية الأصدقاء والذهاب إلى أماكن السهر، وهذا لا استطيع القيام به في دمشق، وعلى الرغم من أن الوضع أصبح أفضل في الآونة الأخيرة، إلا أن أماكن السهر ما زالت قليلة جداً، وكثير منها يقفل أبوابه في أوقات مبكرة".
يأمل أحمد وكثير من السوريين المتواجدين في بيروت أن يعودوا إلى سوريا، وعلى الرغم من أن بطرس لا يجد فرقاً بين قضاء الأعياد والعطل في دمشق أو بيروت، إلا أنه يتمنى أن تعود الحركة في دمشق كما كانت سابقاً، خاصة فيما يتعلق بأماكن السهر العامة.