أصبح يُحضر بضائعه من منطقة باب الهوى الحدودية مع تركيا، لوجود مراكز تجاريّة للبضائع المنخفضة الثَّمن نوعاً ما، وهو ما يساعده على بيع السّلع في دكّانه بأسعار أقلّ من غيره. يقول أبو صطيف: "النّاس تضطر إلى الشراء رغم الغلاء، فالأوضاع الماديَّة لأغلبيّة النّاس تعيسة". يأتي بعض الأولاد ولا يمتلكون الثّمن الكافي لقطعة بسكويت، فيعطيهم أبو صطيف ما يرغبون، دون تدقيق على النّقود، ما دفع النّاس إلى زيادة الإقبال على دكانه، رغم اضطراره إلى فتح دفتر حساب للنّاس ،التي تشتري البضائع بالدَّين، رغم أن الشراء بالدين يسبب بعض المشاكل أحياناً، على حد قوله. يزداد في فصل الصيف، الطَّلب على المشروبات الباردة والعصائر، ولا يحضر أبو صطيف إلى محله الخضراوات، لأن "معظم أهل القرية يزرعونها بأنواعها المختلفة ، رغم القصف والرّعب الّذي يعيشونه، ولا أحضر من الفواكه سوى البطّيخ والجَبَس". ولعلَّ أهم ما يميّز دكّان أبو صطيف، هو البرّادات والإنارة والمشروبات المثلّجة رغم انقطاع الكهرباء عن جبل التّركمان منذ عامين، "في البداية قمت بشراء مولّد كهربائيّ صغير، ولكنّه تعطّل فاشتريت مولّداً أكبر، يستهلك لتراً من الدّيزل في السّاعة، وأقوم بتشغيله حوالي السّت ساعات يومياً لضمان التَّبريد". أصبحت البقّاليّات الصَّغيرة منتشرةً بكثافة في ريف اللاذقيَّة، وتشكل مصدر رِزقٍ لأهالي المِنطقة، وتلبّي نسبةً كبيرةً من متطلّبات الأهالي، لكن أصحابها لا يعرفون ماذا سيكون مصير بقالياتهم عند انتهاء القتال، وعودة الأمور لطبيعتها.