سوريا.. الأكثر خطورة على الأطفال

سوريا.. الأكثر خطورة على الأطفال
تحقيقات | 06 أغسطس 2014


علاء أحد العاملين في شبكة "حراس" لرعاية وحماية الأطفال السوريين، التي تأسست قبل عامين في مدينة داريا بريف دمشق، وتقدم خدمات الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال، تحدث لروزنة عن الأوضاع المأساوية، لأطفال سوريا بعد ثلاث سنوات من الصراع، حيث يعاني نحو (5-10) بالمئة من الصدمة النفسية، مما يحرف طاقة الطفل، وتأثر على اكتسابه للمهارات والتعلم، فالأطفال الذين فقدوا ذويهم يعتبرون الأطفال الأشد تأثراً، ويبدو عليهم القلق والاكتئاب والصدمة وضعف التركيز.
 أما من الناحية الاجتماعية، فيتعرض الأطفال، بحسب علاء إلى العمالة الاستغلالية بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية، وهناك أطفال  اتجهوا نحو حمل السلاح، بسبب فقدانهم الأمل بمحيطهم، ووجدوا بأن السلاح الطريقة الفعالة والمثلى ليدافعوا عن أنفسهم.
ويضيف علاء أن هناك محورين يجب العمل عليهما، لإخراج الأطفال في سوريا من آثار النزاع العسكري، ومساعدتهم في تأمين مستقبلهم بعيداً عن العنف، المحور الأول والأهم  هو التركيز على تمكين الطفل وإكسابه المهارات التعليمة، بحيث يستطيع الاعتماد على نفسه، وتأمين مستقبله بمفرده ليتكيف مع واقعه.  أما المحور الثاني فيركز على تمكين الأشخاص المتعاملين مع الطفل، بتدريبهم على تقديم  أفضل خدمات الرعاية الحقوقية لا الإغاثية فقط.

التجنيد العسكري الخطر الأكبر على الأطفال

أطلقت خمس منظمات دولية استراتيجيةً بقيمة مليار دولار باسم "لا لضياع جيل"، لتحسين فرص التعليم وتعزيز الحماية النفسية للأطفال المتضررين من النزاع، وإكساب الأطفال المهارات والمعرفة،  وإخراجهم من الآثار النفسية للحرب، والمساهمة في بناء سوريا مستقبلاً.
فيما اعتبرت منظمة الأمم المتحدة، أن سوريا أحد أخطر الأماكن في العالم على الأطفال، بسبب مقتل وتشرد ونزوح الآلاف منهم خلال سنوات الصراع الثلاث الماضية، وأكدت أن الإصابات التي لحقت بالسوريين الصغار، تعد الأعلى في أي صراع وقع بالمنطقة في الآونة الأخيرة، إضافة إلى الخطر الأكبر بتجنيد الأطفال عسكرياً.

 

 الصمت عن الاغتصاب
ترى "آية مهنا" وهي معالجةٌ نفسيةٌ مختصةٌ بالشأن السوري، أن  هناك آثاراً نفسيةً سلبيةً وخطيرةً جداً، لا يمكن تجاهلها أو السكوت عنها، كحالات الاغتصاب في المعتقلات، أو في المناطق التي تشهد نزاعات، وتزويج الفتيات غير البالغات، مضيفة أن هذه الجرائم تؤدي إلى أثار نفسية،  كالصدمة وعدم القدرة على التعبير.
وتشير إحصائياتٌ إلى أن أكثر من 37 ألف حالة ولادة جديدة حصلت في مخيمات اللجوء، وتنبؤ الأوضاع بأن هؤلاء سيعيشون تجربةً أقسى من تجربة الأجيال التي عايشت زمن السلم وأجواء الحرب. 


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق