سراقب: ابتسامات عيدِ للصغار وكسر عظمِ للكبار

سراقب: ابتسامات عيدِ للصغار وكسر عظمِ للكبار
تحقيقات | 31 يوليو 2014

فؤاد بصبوص – إدلب ||

يجلس محمود مع عوده وطفلتيه في مدينة سراقب بريف إدلب، بعيداً عن آلة الحرب التي تدور رحاها منذ أكثر من ثلاث سنوات في سوريا، يغني تارة للوطن ولأطفاله تارة أخرى.

تلعب هدى في المراجيح القريبة من المنزل، تقضي أغلب ساعات النهار في بيتها خوفاً من القصف الذي قد يضرب المنطقة في أية لحظة، وتشتكي هدى في حديثها مع راديو روزنة فتخبرنا أنها لم تستطع هذا العيد الذهاب لمدينة الملاهي، لأنها داخل مدينة إدلب التي تقع تحت سيطرة النظام، وتضيف "أنا حزينة جداً لأن هنا الكثير من الأطفال لم يجدوا من يجلب لهم لباساً جديداً يفرحون به بالعيد".

استبدل الأطفال العابهم البريئة، بأخرى أخذت طابع الحرب التي يعشيونها في مدينة إدلب. اتسعت رقعة القبور في المدينة، وكثرت زيارة الأهالي لقبور أقربائهم ممن قضوا خلال الثورة السورية، فالكثير منهم فقد أخاً أو طفلاً أو أباً أو زوجة.

ينتظر الأهالي عوة أبنائهم من جبهات القتال، وأحياناً يمر العيد بأيامه الثلاث دون أن يكون للمقاتلين، يوم واحد لرؤية ذويهم، فالمعارك التي يخوضونها معارك "كسر عظم" كما يقولون.

أتى العيد هذا العام، على مدينة سراقب دون أية مظاهر فرح، الأسواق لم تبدو مزدحمة كما كانت قبل أربعة أعوام، وتكبيرات العيد أتت من المآذن التي نجت من قصف قوات النظام.


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق