جرعة أمل ايطالية لأطفال سوريا

جرعة أمل ايطالية لأطفال سوريا
تحقيقات | 31 يوليو 2014

يوسف شيخو – استانبول||
قبل نحو خمس سنوات، زارت ايزابيلا كياري، سوريا للمرة الأولى؛ وذلك برفقة بعثة أثرية ايطالية قصدت موقع إيبلا الشهير. وحينها، تكررت زياراتها لتقضي الكثير من الوقت هناك، إلى أن بدأت الاحتجاجات ضد النظام السوري في آذار 2011. 
تقول كياري، وهي أستاذ علم اللغويات بجامعة "سابينزا" في روما، إنها ظلت مرتبطة بسوريا، ومع تردي الأوضاع في البلاد، بدأت تشعر "بالحاجة لفعل شيء ما لأطفال سوريا". وفي نيسان 2013، زارت برفقة جمعية إيطالية، مدرسة بمخيم "باب السلام" للاجئين. حيث كانت المدرسة في حاجة لوسائل التعليم الأساسية، ما دفعها إلى طلب تقديم بعض أدوات التعليم الإلكترونية، لمساعدة المعلمين في تنظيم المناهج والامتحانات. 

وتوضح الأكاديمية الايطالية أنها في وقت قصير جدا، وجدت نفسها في اتصال مع العديد من المعلمين والمؤسسات التعليمية، داخل سوريا وخارجها. وحينها، أسست واحدى صديقاتها، منظمة غير ربحية، تضم متطوعين. وانضم للمنظمة، التي تعرف باسم "أمل للتعليم"، متطوعون من سوريا، لبنان، السعودية، مصر، مقدونيا، ودول أخرى، ومعظمهم من المهتمين والمتخصصين في اللغة والثقافة العربية، معلمون في المدارس والجامعات، باحثون، صحفيون.

وتعد "أمل للتعليم"، مؤسسة ايطالية غير ربحية، تكرس كافة جهودها لتطوير المشاريع التعليمية للأطفال اللاجئين. وتعمل المنظمة بشكل رئيسي في شمال سوريا وفي مخيمات اللاجئين القريبة من الحدود السورية - التركية. 
واستطاعت المنظمة في العام الفائت، تأمين "أكثر من 900 حقيبة مدرسية لثلاث مدارس بشمال حلب، وذلك عبر مشروع يعرف باسم (المدرسة هي حريتك). كما أعد أطفال ايطاليون، أدوات مدرسية وقرطاسية وحقائب لدعم أصدقائهم في سوريا. وتقول ايزابيلا كياري انهم استطاعوا تأمين حواسيب محمولة، وأجهزة عرض، وألواح، وغيرها من المعدات التكنولوجية المنصوص عليها في النظام التعليمي، لاستخدامها في تلك المؤسسات التعليمية.
وبحسب كياري، فان مشروعهم يمول من قبل جهات مانحة فردية، وخاصة في ايطاليا، كما تقوم المؤسسة بتنظيم مناسبات وإطلاق حملات اجتماعية في إيطاليا لجمع التبرعات. وتفيد بأن مشروعهم ينجز بطرق مختلفة، من خلال ايصال اللوازم المدرسية والتعليمية إلى المدارس السورية في الداخل أوفي مخيمات اللاجئين. 
وسبق أن أنجز القائمون على المشروع، برامج التبادل التعليمي بين مدارس من سوريا وايطاليا، وتفيد كياري بأنهم بدأوا أيضا بتطوير برنامج تبادل بين مدرستين (سورية وايطالية)، تحت اسم "مدرسة جنبا إلى جنب"، بين مدرسة قرب مدينة روما وآخرى في معرة النعمان بريف ادلب، حيث يتم تبادل الرسومات والرسائل والصور وإنشاء مجلة الكترونية لمناقشة قضايا (الأسرة، المدرسة، الأعياد الدينية، والوطنية...الخ).

ومن أهداف المشروع، تقديم الاحتياجات الأساسية للمؤسسات التعليمية والتربوية، عبر إنشاء مكتبات داخل المدارس ودور الأيتام. وتستضيف المنظمة، بالتعاون مع دار أيتام في مدينة كيليس التركية، خمسين طفلا سوريا، بهدف تنظيم الأنشطة التعليمية والترفيهية لهؤلاء الأطفال. كذلك بدأت بتفيذ مشروع "مكتبة المستقبل"، لإنشاء مكتبة للأطفال في دار للأيتام. وتمكنت من تأمين نحو 600 كتيب باللغة العربية والإنجليزية. وأطلقت دعوة للمهتمين في جميع أنحاء العالم للتبرع بالكتب، سواء الجديدة أوالمستعملة.


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق