تتشابه بيوت اللاجئين السوريين في مدينة الريحانية التركية مع بعضها، فهي غير مجهزة للسكن، وليس لها أبواب أو شبابيك. وإنما تكتفي الأسر بوضع الستائر والشراشف عوضاً عن الأبواب الخارجية للمنازل، التي تفتقر غالباً إلى الحد الأدنى من مقومات الحياة.
يقول أبو مهند الذي يسكن مع أسرته المكونة من تسعة أفراد في أحد تلك المنازل، إن "الغرفة عبارة عن خمسة بأربعة أمتار، أجارها الشهري 250 ليرة تركية، ولا توجد فيها مياه أو حمام".
يجلب أبو مهند المياه إلى المنزل من أحد الخزانات في الحي، ويؤكد أنه يتوسل المسؤولين عن الخزان في كل مرة من أجل الحصول على حاجته من المياه، هذا عدا عن الزحام الذي يسببه تدفق اللاجئين السوريين المحتاجين للماء.
تمر أيام الشهر الفضيل ثقيلةً على أبو مهند كما يقول، فلا عمل لديه ولا تتلقى عائلته الإغاثة، لأن المنظمات لا تعمل في هذا المنطقة، كما أن صاحب المنزل يهدده بالطرد بسبب تأخره عن دفع الآجار الشهري.
بات تأمين متطلبات الحياة غاية صعبة الإدراك بالنسبة للعائلات السورية القاطنة في الريحانية، فـ"الحياة صعبة بكل معنى الكلمة"، كما تقول أم توفيق التي يضطر أولادها للاستحمام في غرفة المعيشة لعدم وجود حمام. كما أن المنزل الذي تعيش فيه لا يحوي على باب أو شباك.
جوع عطش وفقر، هكذا يمر رمضان على هؤلاء السوريين هذا العام، يفقدون احساسهم بالحياة، مع كل يوم يمر عليهم في هذه الخرابات أو الدكاكين التي لا تشبه البيوت.