بعد هذه الحادثة بدأت التحقيق مع أبو جاسم وقرروا بعد شهور نقله إلى الجيش النظامي، لكنه رفض وطلب التسريح من العمل، فأحالوه إلى التقاعد.
التعاون مع الثوار
ومع انطلاق الثورة طُلب من أبو جاسم الرجوع للخدمة، كونه ابن عشيرة ويتخوف النظام من انضمامه للثورة، فاختار الرجوع للخدمة فعد الاتفاق مع الثوار، على أن يخدمهم من منصبه في المخابرات العسكرية.
وخلال فترة عمله في مدينة البوكمال، كان يقنع النظام أن الدبلوماسية هي الحل في التعامل مع الأحداث، تفادياً للبلبلة التي تنتج عن استخدام العنف، وفي هذه الفترة كانت المظاهرات السلمية والنشاطات السلمية تقام بدون أي عوائق أو مشاكل.
وبحكم وجود الكثير من المخبرين داخل الفرع، تم إرسال برقيات إلى دمشق فحواها أن "أبو جاسم" يعمل وينسق مع الثوار.
أسرع النظام بإرسال ضابطين علوين من دمشق أقل رتبة من رتبة "أبو جاسم" لمراقبته وأيضاً تم التركيز عليه من قبل رئيس الاستخبارات العسكرية اللواء جامع جامع، وذلك وفقاً لزوجته التي روت القصة.
وكانت مهمة احدهم واسمه "رايات" تصفية "أبو جاسم" سراً، كونهم يضعون في الحسبان تواجد الثوار بشكل قريب جداً من المفرزة .
التخطيط للاغتيال
وعن قصة اغتياله تروي تقول ابنته بأن السجناء في المفرزة أخبروا عائلتها عن محاولة قتل "أبو جاسم"، حيث حاول النقيب رايات قتله عن طريق خنقه بالوسادة لكن "أبو جاسم "استطاع أن يبعد الموت عنه، وأطلق النار من مسدسه وأصاب رايات بقدمه, هنا تدخل صديق "أبو جاسم" اسمه "أديب صطام"، محاولاً تهدئة الوضع وطلب من ابو جاسم أن يشرب كأساً من العصير، وكان قد وضع السم في كاس العصير، هنا تم نقل أبو جاسم إلى المشفى الوطني بالبوكمال وتم معالجته وخرج الطبيب من غرفة العمليات وقال أبو جاسم بخير.
لكن تدخل طبيب من طرف النظام وأعطى أبو جاسم إبرة في القلب، أدى إلى إيقافه وصرحوا أمام عائلة أبو جاسم بعدها أنه توفي بجلطة، ولم يسمحوا لأحد برؤية جسده ولكن العائلة قامت باختيار طبيب، وادعت أنه شيخ ويريد تغسيل أبو جاسم، وهنا عندما تفحص الطبيب جسم أبو جاسم لاحظ حقن القلب بنوع من الإبر أدت إلى إيقافه وهذا الطبيب لم يخبر العائلة بهذا الأمر إلا بعد مدة من الدفن.