جثمان غدير مجهول المصير

جثمان غدير مجهول المصير
تحقيقات | 23 يوليو 2014

ريتا علي_ السلمية


أخرجوا جثة غدير من الزنزانة بعد لفها ببطانية، وعندما تجرأ أحد المعتقلين على السؤال، عن المكان الذي ستؤخذ إليه الجثة ، تلقى جلسة تعذيب جعلته يمتنع عن تكرار سؤاله.

بعد خروجه من المعتقل، ذهب الشاب إلى والد غدير وأخبره بقصة مقتل ابنه، وطلب منه ألا يذكر اسمه لأيٍ كان، لأنه لا يريد أن يعتقل من جديد.

"غدير مات" هذا كل ما استطاع أن يقوله الأب رداً على الأسئلة الكثيرة التي طرحها الأهل والأقارب،  ليس من جثمان أو قبرٍ لغدير، أسرته عرفت بخبر موته فقط، وتنتظر الحصول على شهادة الوفاة.

كان غدير لؤي الخدام (20 عاماً)  قد أعتقل من قبل اللجان الشعبية، على أحد الحواجز بين قريته ومدينة السلمية.

يعتقد وليد أحد أصدقائه،  بعدم وجود سبب واضح لاعتقال غدير "هو شابٌ مسالمٌ عادي، عمل على إغاثة النازحين إلى القرية ككل الناس،  لكن فور اعتقاله أُرسل إلى مقر للجان الشعبية  في قرية تل التوت المجاورة، وعندما سأل والده هناك، قالوا له إنه (أصبح لدى المخابرات الجوية في دمشق، ومن الأفضل أن تنساه،  لأنه متهمٌ بقتل خمسة عشر رجلاً من اللجان الشعبية)  وانقطعت أخباره منذ ذلك اليوم".

 

"شهداء" السلمية..

يقول سامر من مدينة السلمية :" في أغلب الحالات لم تسلم جثامين الشهداء من مدينتنا، كانت هناك تأكيداتٌ بأشكالٍ مختلفة لموتهم، من قبل الجهات الأمنية، وحين يسمح بعزاء يكون بتواجدٍ مكثفٍ لرجال الأمن لمنع أي احتجاج".

  لم يكن غدير أول شاب يقتل  في أقبية النظام، سبقه الفنان خالد القصير ، وكان التأكيد الوحيد على وفاته هو قبر مكتوب عليه اسمه، في مقبرةٍ  جماعيةٍ بحمص، مثله مثل عصام المير،  ولم يسمح لذويهم بنبش القبرين للتأكد من سبب الوفاة وإعادة دفنهما في مدينتهما.

 

 

السلمية تدفع الثمن

يؤكد لنا أبو مازن، وهو أحد معارضي المدينة، وقضى نصف عمره سجيناً سياسياً :"لن يصدق النظام أن 25 ألف متظاهر، جابوا شوارع السلمية يهتفون لإسقاطه،  قد عادوا إلى منازلهم وأصبحوا مؤيدين له".  

 على السلمية إذن،  أن تستمر في دفع ثمن ما قامت به من مشاركةٍ مبكرةٍ في الاحتجاجات الشعبية،  وبأعداد كبيرة من المتظاهرين،  خاصة أنها أثبتت وطنية الحراك، وأن الأقليات لم تكن خارج الثورة.


الصورة تعبيرية من الانترنت. 


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق