حملاتٌ رمضانيةٌ يحظرها النظام وأخرى يسمح بها

حملاتٌ رمضانيةٌ يحظرها النظام وأخرى يسمح بها
تحقيقات | 21 يوليو 2014

مصطفى دباس_ دمشق||



 يعتبر النظام السوري أن مساعدة المحتاجين وإطعام الصائمين في المناطق المحاصرة، جريمة تستحق العقاب. ولذلك تحرص آمنة على عدم نشر صور أو معلومات، عن نشاط فريقها في توزيع السلل الغذائية للمحتاجين في مدينة الزبداني المحاصرة.

تخاف آمنة من استهداف المتطوعين واعتقالهم، بتهمة إدخال الطعام إلى المناطق المحاصرة. ولم تفصح لروزنة عن طريق إدخال هذه المعونات، حرصاً على استمرار نشاطهم.

عملٌ سري..

تؤكد آمنة أن المواد التموينية لم تدخل مدينة الزبداني، منذ شهور بسبب الحصار المطبق عليها، وتضيف أنهم يجمعون التبرعات ويوزعون المعونات على العائلات المحتاجة.
أما حملات الإفطار، وتوزيع الوجبات في العاصمة، فتحتاج إلى موافقاتٍ أمنيةٍ لا يمكن الحصول عليها بسهولة، ولا يستطيع أيٌ كان استصدارها.
لم تثبط تلك العراقيل الأمنية همة عباس، وهو متطوعٌ مع مبادرة "لقمة وطن". ورغم عدم حصولهم على موافقة أمنية، خلال الأيام الأولى من رمضان، إلا أنهم استمروا في التحضير.
سيوزع فريقهم الوجبات في منطقة الزاهر التي اختاروها لفقرها وعدم وجود أية حملات فيها، والأهم أنها تضم عائلات نزحت من مخيم اليرموك، وبعضهم ينامون في الحدائق وهم الأولى بالمساعدة.

تحت أعين النظام
يبدو أن العمل داخل أسوار دمشق القديمة  أكثر سهولة من المناطق الأخرى، حيث أطلق فريق "بادر" حملة تحت عنوان "سكبة رمضان". لم تواجه الحملة صعوبة في الحصول على الترخيص للعمل نظراً لأنها تعمل داخل مكتب عنبر و توزع الوجبات لأحياء ومناطق وسط العاصمة.
يشير عمار وهو أحد المتطوعين،  إلى أن " المسؤولين عن الحملة يقبلون التبرعات العينية فقط من التجار، تأتي هذه التبرعات إلى مكتب عنبر حيث نقوم بفرزها وتحضيرها، وهي  تتنوع بين أكياس الرز والبرغل والمواد التموينية واللحوم". 
يذكر أن كل الحملات الخيرية التي تقام في دمشق هي حملات فردية، لا تقوم السلطات بدعمها مادياً، و تعتمد بشكل مباشر على التبرعات كمصدرٍ أساسي لاستمرارها. كما أن النطاق الجغرافي الضيق الذي تعمل  فيه هذه الحملات،  والمحدد سلفاً من قبل النظام، يطرح الكثير من التساؤلات عن مدى الفائدة المرجوة منها، خصوصاً مع قلة وسرية الحملات التي تستهدف مناطق محاصرة في الريف الأمر الذي يجعل من تمويلها أمراً غايةً في الصعوبة والخطر.

 


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق