كما هو مفترض بالأطفال في سنه ،كان نوّار يرتاد المدرسة قبل النزوح، وكان في الصف السادس، لكن الظروف الصعبة أجبرته على العمل الآن. يقول الطفل الصغير: "تركت المدرسة منذ عامين، والمدرسة الموجودة في هذه المنطقة فقط للصَّف السَّادس الإبتدائي، والمدرسة الإعدادية بعيدةٌ عن القرية، ولا أستطيع ان أذهب يوميَّاً، وأنا صائم ففي كل يوم بعد السّحور بساعتين أذهب مع أخي إلى الدّكان لنعمل إلى أذان المغرب". تمكن أخوه الأكبر من افتتاح دكانٍ صغيرٍ، لصيانة الإطارات، يحصل نوّار على مبلغ 300 ليرةٍ سوريةٍ أسبوعياً، ويقول إن أجره يزداد تدريجياً لأنه يكتسب الخبرة بسرعةٍ في عمله. والد نوّار مغيّب في المعتقل، ما يجعل المسؤولية أكبر على عاتق الطفل، ولذلك نجده يتكلم كالبالغين: "عندما خرجت مع أهلي من جسر الشغور، ذُقنا الويلات، تشاركنا مع عائلةٍ نازحةٍ أخرى، بيتاً غير مكسو، وكنا نجلب المياه من أحد الآبار المجاورة". لقد أصبحت عمالة الأطفال ظاهرةً واسعة الانتشار في سوريا بعد اندلاع الصراع، ما يعرض مستقبل الأجيال القادمة للخطر، فتأمين قوت يومهم هو ما يتحكم بحياتهم الآن.