بعد إعلان إطلاق سراح الصحفيين الفرنسيين الأربعة لا يزال هناك عشرة صحفيين أجانب معتقلين ما بين النظام وأطراف أخرى مختلفة مشتركة في الاقتتال داخل سوريا وتطالب بهم المنظمات الدولية، ويبقى اختفاء فريق سكاي نيوز الإعلامي والصحفي اللبناني سمير كساب، حسب بيانات المنظمات المتحدة والعديد من النشطاء الإعلاميين خارج دائرة الاهتمام العالمية.
الصحفيون الفرنسيون الأربعة خطفوا في أماكن مختلفة من سوريا، فــ "نيكولا انان وبيير توروس" خطفا في الرقة بينما خطف كل من "ادوارد الياس و ديديه فرانسو" في شمال حلب. حيث صرح ديديه لروزنة بأنه لا يعرف من هي الجهة التي خطفتهم وبدا كأنه لم يسمع بالدولة الإسلامية في العراق والشام على الاطلاق .
_هل تم اعتقالكم من قبل الدولة الإسلامية؟
الدولة الإسلامية.. من هي لم أسمع بهذا الاسم على الإطلاق.
_ماهي الظروف التي تم اعتقالكم فيها إذاً من طرف الجهة التي اختطفتكم؟
لقد تم اعتقالي مباشرة بعد المرور من المعبر الحدودي باعزاز من جهة باب السلام، بعد الخروج من مارع بنصف ساعة بعدما وصلنا إلى سوريا.
_لوران فابيوس وزير الخارجية صرح أنه يوجد عناصر ناطقة باللغة الفرنسية تنتمي إلى المنظمة التي قامت باختطافكم، هل هذا صحيح؟
هذا ما صرح به لوران فابيوس، أعتقد أنه إذا صرح بهذا فله أسباب ومعلومات وجيهة، لا أريد الإدلاء بأي تصريح عن ذلك.
_ كيف عوملتم من قبل المختطفين؟
لقد اعتقلنا لمدة عشرة أشهر ونصف في العديد من الأقبية في شكل من السجون الخاصة التي يقومون بتصميمها، الأكل كان قليل جداً وفقير، كان هناك العديد من المحتجزين السوريين كان يتم تعنيفهم وتعذيبهم وفي بعض الأحيان إعدامهم ، كانت أوضاع الاحتجاز في سوريا صعبة للغاية .
_هل المجاهدين كانوا أجانب أوسوريين ؟
الأغلبية كانوا من المقاتلين السوريين، لكن هناك العديد من الأجانب من جنسيات أخرى يقاتلون في سوريا.
_ هل حاولتم الهروب؟
لا كان ذلك مستحيلاً لم تكن هناك أية طريقة للفرار، كنا مراقبين من أشخاص محترفين جداً ، لم يكن لدينا أحذية، لم يكن لدينا ألبسة تحمينا بما فيه الكفاية ، ولم يكن لدينا مال أو تلفون، كان يتم نقلنا من مكان إلى آخر كل الوقت لم يكن هناك أي أمل.
_ هل قابلتم معتقلين آخرين أجانب بما فيهم الأب باولو؟
لا لم ألتق بالاب باولو .
_ الوسائل الإعلامية تحدثت عن مبالغ كبيرة دفعت لإطلاق سراحكم ما هو تعليقك ؟
أعتقد أن ما تقوله الصحافة هو أي شيء و لا أستطيع تأكيده أو نفيه.
_ كيف تم إذاً اطلاق سراحكم؟
لا أعرف شيء أظن أنها المفاوضات، لكن ماذا ممكن أن يكون؟، ممكن أن يكون تبادل أسرى ، محادثات سياسية، ليس لدي أدنى فكرة، كنت محتجزاً وكان هناك مفاوضات طويلة أدت إلى إطلاق سراحي وأنا فرح جداً .
كل ما صرح به ديديه فرانسوا لروزنة، كان على الرغم من أن منظمة مراسلون بلا حدود، أصدرت بياناً صريحاً يدين خطفهم من قبل الدولة الإسلامية في العراق والشام تحديداً .
في باريس أيضاً لم تنقطع عن حملات الدعم المستمرة لهم في غيابهم من قبل الفرنسيين والسوريين على السواء ، كما كانوا حاضرين على استقبالهم مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند وباقة من الصحفيين وممثلي المنظمات الدولية وعائلات الصحفيين على مدرج الطائرات وفي قاعات الشرف ، وهنا نستطيع أن نلاحظ الفرق في الاهتمام الدولي ما بين الإعلامي الغربي والإعلامي السوري.
"كان مهم بالنسبة لعائلاتهم بل كان الحملة تساعدهم معنويا، وأعتقد أن المساعدة كانت كبيرة بالنسبة للعائلة"
بالمقابل لؤي أبو الجود الذي كان معتقلاً لدى تنظيم الدولة الإسلامية، تحدثت عن خيبة كانت بانتظاره وقت خروجه، "تفاجأت بأن الذين كانوا يسألوا عني هم أصدقائي بالثورة، وتفاجأت بالكثير من الأمور، أن لا أحد يسأل إلا الأصدقاء الذي كنت معهم في اتجاه واحد".
كانت ظروف اعتقال لؤي سيئة للغاية، حيث بقي في سجن أبو غريب في حلب، لمدة خمسة وأربعين يوم من دون أي سؤال، إلى أن فتح أحدهم الباب عليه وسأله عن سبب اعتقاله، ومن ثم تم تحويله إلى محكمة شرعية في ريف حلب الجنوبي، وأعطوه إخلاء سبيل بسبب عدم وجود تهمة ثابتة عليه، وبنفس الوقت كانت هناك اشتباكات بين الدولة الإسلامية والجيش الحر، ولكن الجهاز الأمني التابع للدولة الإسلامية اعتقله مجدداً، وتمت إعادته إلى سجن أبو غريب، وبقي ستة أشهر فيه.
وفي القامشلي التي تسيطر عليها الأحزاب الكردية تبقى حرية الإعلام مقيدة بسلاسل المواقف السياسية. بيشوا مراسل تلفزيون ريدوا، صحفي كردي نفي سبب عمله الصحفي.
كنا بحالة نفي أنا وزميلي رودي إبراهيم مراسل أورينت نيوز، منذ ١٨ الشهر الماضي، تواصلت معنا منظمة مراسلون بلا حدود، وأخبرناهم ما حدث لنا بتفاصيل الحدث، لكي يقوموا بتوثيقه، ومن بعدها لم يتم التواصل معنا أبداً.
وتبقى سلامة المواطن الصحفي رهينة قرارات سياسية، قادرة أو غير قارة على مساندته ودعمه ومساعدته على الخروج من المعتقلات.