دعاة السلِّمية.. المجرمون أيضاً

دعاة السلِّمية..  المجرمون أيضاً
القصص | 15 يوليو 2014


 قد يبدو أن الحديث أو التطرق لهذا الموضوع مضى أوانه، وهذا صحيح الى حد ما، ولكن كيف لنا أن نتعلم ونتقدم ما لم نضع على منضدة الجراحة أخطاءنا لنستفيد ونتعلم منها. فما هي أوجه الالتقاء والافتراق بين دعاة "السلميَّة" من ناشطين ومعارضين سوريين من جهة، وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام من جهة أخرى؟ وهل الاحتكام للسلاح هو الحد الكافي للفصلِ والتمييزِ بينهما، أم أن هنالك حدوداً أخرى؟ 
فليس القتل بِحد السيف على سبيل المثال، أي القتل المادي، هو الشكل الوحيد للعنفِ والإرهاب، حيث هنالك قتل وإرهاب وهدر للدماء بصيغ مختلفة، أليس مجرد إطلاق تهم التخوين والعمالة والاسترزاق، وهذه هي الحالة السائدة بامتياز في أوساط دعاة "السلميَّة" من ناشطين ومعارضين سوريين، على الآخر، وفيما بينهم أيضاً، هو بحد ذاته إرهابٌ وقتلٌ معنوي؟،  وهو الخطوة الأولى والأساس الذي يبيح لنا نصب أعواد المشانق والمقاصل في كل ساحة وعند كل زاوية شارع في حال لو أن الثورة انتصرتْ، كما يفعل تنظيم الدولة الإسلامية الآن في المناطق التي سيطر عليها، وهل كان الثوارُ الفرنسيون في العام 1789 من المتطرفين حتى سارعوا لنصب المقصلة وقطع الرؤوس حال سقوط الملكية؟
إلا يُشير الإكثار من الحديث عن السلّمية والتغني بها حد الاستعراض والتباكي على أيامها الغابرة،  الى أنَّها كانت غاية بحد ذاتها وليست مجرد وسيلة لإسقاط النظام؟. ثم ماذا عن الثورة كمفهوم؟، وما الذي يُحدد للثورة أدواتها ويرسم تحالفاتها؟،  أهي رغباتنا وأحلامنا أمْ طبيعة الموضوع؟ فالثورة – كل ثورة بالضرورة - هي ثورة بالضد من نظام؟ ومن المفترض أنَّ طبيعة هذا النظام وتركيبته وتحالفاته وسياساتهِ المُتغيرة هي التي تفرض علينا أدواتنا وتطويرها تبعاً لمراحل الصراع المختلفة،  لتحقيق الهدف المنشود المتمثل بإسقاط النظام أو تفكيكه، ولماذا لم نشهد هذا الجدال والانقسام الحاد، سابقاً، فيما خص الصراع العربي الاسرائيلي، فالكل كان يُصفق ويبتهج للعنف والمقاومة المُسلحة وحرب تموز 2006 ليست ببعيدة عن متناول ذاكرتنا؟.


مقالات الرأي لا تعبر بالضرورة عن توجهات روزنة 


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق