تناول جرعة زائدة من الفياغرا. مات العميد المتقاعد في أحضان عشيقته في ريف مصياف.
سبّب موته بهذه الطريقة احراجاً لذويه، فدفن على عجل دون مراسم تليق برتبته، رفض أبناؤه إقامة مراسم العزاء، ورفضت أرملته بدورها فتح بيتها للمعزين، وامتنعت شبكات الأخبار الموالية نشر أيّ خبر عنه، خلافاً لما تقوم به من ذكر أسماء قتلى ومصابي الجيش، حتى لو كانوا من المتقاعدين.
أسعف الشاب أحمد إلى المشفى الوطني في طرطوس، وأنقذ الأطباء حياته في اللحظات الأخيرة. لم يدرك أحمد أن لديه مشاكل في ضغط الدم، وأن الفياغرا قد تكون مقتلاً له.
يقول الطبيب حسن:" الفياغرا منشط جنسي، يسبب انخفاضاً غير خطير في ضغط الدم، ولكن المصاب بانخفاض بضغط الدم أصلاً، يتأثر بشدة بالفياغرا، ومن الممكن أن يكون العقار قاتلاً لمن يتناولون النترات لعلاج مشاكلهم القلبية".
الحرب والفحولة
ارتفعت نسبة مستخدمي الفياغرا، وازداد الطلب عليها، فالأزمة التي تعيشها سوريا رفعت نسبة القلق عند الجميع، وأثرت على الأداء الجنسي بشدة. وبحسب طبيب في طرطوس "يفضّل معظم الرجال تناول الفياغرا على عدم قيامهم بواجباتهم الجنسية حتى لو سبّبت معضلات صحية أخرى".
تقدم شركات الأدوية عروضاً مغريةً للصيادلة. ومع شراء عشر علب منشط جنسي تقدم خمسين علبة مجانية، أي أن أرباح الصيادلة كبيرة جداً.
تقول الصيدلانية ريما في طرطوس لموقع روزنة :"كان كبار السن في الغالب يطلبون الفياغرا، ولكن بسبب الحرب في سوريا فقد أصبح معظم المشترين من فئة الشباب".
أمّا النازحون من مناطق الصراع الى الساحل السوري فانّ معاناتهم مضاعفة، فهم الأكثر تضرراً من أبناء الساحل، وبالتالي هم الأكثر قلقاً، وإذا كان الحياء مانعاً لسكان مدينة طرطوس من شراء الفياغرا بسبب معرفة الصيادلة لهم، فانّ النازحين تجاوزوا هذه المشكلة.
يقول الصّيدلي عصام: "لست ضد استخدام العقار لمن يحتاجه شرط عدم الأذية، ومع ذلك فان معظم الوجوه التي تبتاع الفياغرا جديدة ولا أعرف فيما لو كانوا مرضى أو عارفين بمخاطر المنشطات الجنسية أم لا".
ليالٍ حمراء
يعتبر دواء الفياغرا الأصليّ مادةً مهربةً، وهو غالي الثمن، لذلك اعتمدت شركات الأدوية المحليّة على إنتاج أنواع أخرى مشابهة مثل الكوبرا، والسيلدا، والفيغا. ويبلغ سعرها حوالي الدولارين، ويعتبر سعرها المتدنيّ حافزاً لشرائها.
انتشرت بدائل الفياغرا في كافة الصيدليات، وازداد عدد طلابها، وسبّب تعاطيها عدة حالات اسعافية، أدت الى مشاكل صحية، فضلاً عن إحراج صاحبها. إلا أنّ وزارة الصحة نأت بنفسها عن التحذير من مخاطرها. ونادراً ما يقوم الصّيدلي بشرح عواقب تناولها، أو التأكيد على الزبائن بضرورة الوثوقية من خلوهم من أعراض ضغط الدم.
دولاران ثمن الفياغرا تنقذ الرجل من صفة العاجز، وتجعله يباهي بفحولته،وتصبح الحبة الزرقاء بمثابة الفانوس السحري.
يقول الشاب علاء: "الحبة الزرقاء تجعل لياليّ حمراء، ولولاها لأصبحت كأوراق الخريف الصفراء".