يقول الصحفي سامر مطر الذي شارك في الندوة، إن المدارس السورية تفتقر إلى مواد أساسية في التعليم، كالتربية المدنية، التي تعتبر من أكثر المواد حيوية، وهي ضرورية لبناء مجتمع سوري جديد وحيوي. ويرى أن النظام السوري دمر كل حياة مدنية في سوريا، وكل ما يمكن الاعتماد عليه في بناء دولة مدنية، لأنها تتناقض مع طريقة تفكيره العسكرية والأمنية. يتعلم الطفل من خلال مادة التربية المدنية، كيفية التعامل مع الآخر، وتفهم ما يجري حوله من علم وسياسة وكل القضايا الاجتماعية التي يشكل الطالب جزء منها، بحسب ما يقول سامر مطر. أكدت الندوة على أهمية بناء جيل واعٍ بالمواضيع السياسية والاجتماعية. وضرورة تطوير الفكر النقدي لدى شباب سوريا. ويشير إسماعيل أبو فخر الطالب في كلية الاقتصاد، إلى أن الاختلاف في الآراء والمعتقدات ثروة، وأن سوريا تتسع للجميع. ويرى أنه مع قيام الثورة، ظهرت الكثير من الجماعات التي تحسب نفسها على فئات معينة. ويضيف أن التناحر والاقتتال يوسع الشرخ بين السوريين قائلاً: "يجب علينا أن ننطلق من أن سوريا لنا جميعا وغير مقبول أن يتفاخر أحدنا بملته، وأن يقابله الآخرون بنفس الفعل، فالمدنية والمواطنة واحترامها هي الأشياء الكفيلة بقيام سوريا جديدة ومتطورة". شكك بعض المشاركين في الندوة بإمكانية خلق مستقبل قادر على احتضان أفكار المجتمع المدني. ويعتقد سليمان زهرة الطالب في جامعة حلب، أن التربية المدينة فكرة جميلة بحد ذاتها، لكن تطبيقها في سوريا ليس بالأمر السهل، خاصة في زمن الثورة. مضيفاً أن الغرب لم يساعد الشعب السوري ولم يدعم جماعات المجتمع المدني كما يجب.