كرة القدم بعيداً عن الحرب في سوريا

كرة القدم بعيداً عن الحرب في سوريا
تحقيقات | 04 يوليو 2014

تتراكض فرق ايطاليا، البرازيل، هولندا، الجزائر في أحد أزقة دير الزور الجانبية. فيما تجلس فتاة كتبت على ظهر قميصها "سوريا" لتراقب المجريات من بعيد.

 

 

في بلدة  سراقب شمال سوريا، ينهمك أبو حسين صاحب "قهوة القمة" بتحضير الشاي ، وتقديمه لمتابعي لعبة اليوم. المكان يعج بالحضور وأبو حسين سعيد، فكأس الشاي ب 100 ليرة سورية !

وحضور العديد من المتفرجين يعني أنه سيحصل بسهولة على تكلفة تشغيل المولدة الكهربائية، بالإضافة لربح مقبول. يقول  الشاب غزال في حديثه لروزنة "لا تذكرني.. الاركيلة ب150 والعصير 125 ايام المونديال.. انخربت ميزانيتي!" . لكنه يبدو سعيداً بالرغم من الأسعار الغالية.

يعزف السوريون اللاجئون  في  مدينة غازي عنتاب التركية على أوتار المونديال بدورهم، وكغيرهم من عشاق الكرة، يتسابقون إلى المقاهي مرتدين الثياب المناسبة ، وسط أجواء كروية نارية، فيما يطالب قلّة من سوريين آخرين بمقاطعة المونديال على خلفية الحرب والخراب في سوريا .

يقول مثنى " المونديال حدث عالمي وكل شباب العالم يتابعوه ، واساساً المونديال مناسبة حتى الناس تجتمع " . ربا ايدت مثنى بكلامه وأضافت :" يوجد عند السوريين كم هائل من الوجع والألم فأي مساحة للفرح او للخروج من الحالة النفسية الصعبة التي نعيشها حتى لو بمتابعة كرة القدم فهي مهمة لنا ، وهذا لايعني انه قد نسينا القضية او ابتعدنا عنها ابداً" .

اثناء متابعة المبارة نرى بعض المشجعين يتوترن ويرتجفون ويبدأون بالبكاء أحياناً في حال خسارة الفريق الذي يشجعونه، ربا احدى المشجعات للمنتخب الايطالي، لاتستوعب كما قالت أن يخسر منتخبها .

 

 رغم الاختلاف والتباين في مواقف السوريين يبقى المونديال قاسماً مشتركاً بينهم. وقد يشجع المؤيد للنظام والمعارض له، نفس الفريق ونفس اللاعب دون تدخل الموقف السياسي. فمثنى ليس لديه مشكلة بحضور مبارة لمنتخبه الالماني مع شخص مؤيد للنظام يشجع نفس الفريق ويتقبله أثناء المباراة. أما فاطمة فتقول : "ان الفن والرياضة بعيدان كل البعد عن السياسة ولا يوجد اي ارتباط بينهما" . يتابع مونديال كأس العالم إلى جانب السوريين أصدقاؤهم الأتراك والاوروبيون ، فآرون بريطاني الجنسية يستغرب متابعة أصدقائه السوريين للمونديال لكنه يبرر" طبيعة البشرية دائماً هي البحث عن الحياة". فالمونديال هو أهم حدث يمر على الناس كل أربع سنوات بحسب رأيه.

 


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق