مصطفى دباس_ دمشق||
يبدو سباق المسلسلات العربية هذا العام شبيهاً بالسنة الماضية ، فالمسلسلات السورية أقل اليوم، مع تشتت ملحوظ لظهور الممثلين السوريين بين المسلسلات العربية، أو السورية، وضعف في القوالب والتقديم يرصده مراقبون ونقاد.
بعيداً عن سوريا
تشهد الدراما السورية بعض التغيرات هذا العام، ولعل قلة عدد الأعمال مقارنة بسنوات ماضية يعتبر التغير الأهم، حيث تقدر أعمال هذه السنة ب 22 مسلسلاً ، مقابل 38 عمل لعام 2010.
كما تغيرت أماكن تصوير المسلسلات في سوريا، فاقتصر التصوير داخلياً على الأماكن التي تشهد هدوءاً نسبياً داخل العاصمة دمشق، فيما انتقلت استديوهات التصوير إلى خارج البلاد تماماً في بعض المسلسلات الأخرى، فتم تنفيذ الجزء السادس من باب الحارة بين دبي ولبنان، ومسلسل" قلم حمرة" و "حلاوة الروح" في بيروت . ووصفت الأعمال بشكل عام بأنها ذات طابع اجتماعي بعيد عن السياسة والوضع الراهن، أما الأعمال التي الجريئة سياسياً رغم قلتها، ما زال منتجوها خائفين من مقصلة رقيبٍ يمنعُ عرضها.
تشهد الدراما لهذا الموسم عودة لظهور البعض ، حيث تعود النجمة كاريس بشار للدراما السورية بعد سنتين من الغياب ، لتشارك في عملين الأول "خواتم" والثاني "قلم حمرة"، كما يعود الزوجان عبد المنعم عمايري وأمل عرفة بعد غياب مشترك. إذ تطل عرفة في أعمال "القربان" و"حقائب" و"بقعة ضوء"، بينما يظهر عمايري في مسلسلين آخرين ، حيث تصنف هذه الأعمال بأنها اجتماعية وبعيدة عن الطروحات التي تحاكي الواقع السوري او السياسة، وتعود عبير شمس الدين وليلى جبر وروعة السعدي للظهور من جديد على الساحة.
وفاة وغياب
يغيب عدد من نجوم الدراما السورية عن رمضان هذا العام، فمنهم من لن يكون قادراً على مشاهدة أعماله بعد انتهائها، ومنهم من غاب عن التمثيل لأسباب أخرى، عشاق الدراما السورية سيفتقدون الفنان الكبير والقدير عبد الرحمن آل رشي (83 عاما) بعد وفاته خلال أدائه المسلسل الشامي "الغربال"، كذلك الفنان الكبير سليم كلاس الذي توفي إثر نوبة قلبية مفاجئة، والفنان وفيق الزعيم المشهور بدور أبو حاتم في "باب الحارة".
فيما لن يظهر سامر المصري أو عبد الحكيم قطيفان ومي سكاف وسوسن أرشيد في مسلسلات تعرض على القنوات السورية الداعمة للنظام السوري، وذلك بسبب مواقفهم المعارضة.
بعض الفنانين السوريين رفض المشاركة في أعمال سورية صورت في الخارج و يشارك فيها فنانون معروفون بولائهم للنظام، حيث رفض الفنان فارس الحلو المؤيد للثورة السورية عرضاً للمشاركة في عمل فني ضخم يصور خارج سوريا، بسبب مشاركة فنانين آخرين معروفين بتأييدهم المطلق للنظام السوري كالممثل مصطفى الخاني.
أما الفنانة مي سكاف والتي سبق وتعرضت للاعتقال من قبل النظام السوري، اقتصرت مشاركتها على المسلسل الأردني "طوق الإسفلت" إلى جانب الفنانة صبا مبارك، كما تظهر الفنانة السورية كنده علوش في المسلسل المصري "عد تنازلي" باللهجة المصرية.
أما الفنان سامر المصري وبعد غياب سنتين عن الدراما يعود هذه المرة من خلال فيلمه العالمي " A To B " الناطق باللغة الإنجليزية ، ويشارك النجم جمال سليمان الذي غاب عن الدراما السورية منذ 3 سنوات بالمسلسل" صديق العمر" الذي يأخذ فيه دور البطولة.
وجوه جديدة
وصف خريجو المعهد العالي للفنون المسرحية في السنوات 2011 و2012 و2013 بأنهم الخريجون الأوفر حظاً في تاريخ المعهد ، فعدد كبير منهم ظهر في العديد من المسلسلات التي صورت في الداخل منذ بداية الثورة في سوريا وذلك على حساب غياب نجوم الصف الأول الذي اضطروا إلى مغادرة البلاد.
سباق المسلسلات بدأ الترويج له من أكثر من شهر على القنوات الفضائية العربية ومن خلال الإعلانات الطرقية أيضاً، وكثير من القنوات بدأت تتباهى بالعروض الحصرية لبعض المسلسلات، وباتت الحملات الإعلانية تحتل مساحة واسعة من بث الفضائيات، التي تسعى لهدف واحد، تحقيق أعلى نسب مشاهدة والفوز بسباق رمضان الذي أصبح يشكل موسم الدراما العربية.