تحرش في السجن واغتصابات خارج السجن

تحرش في السجن واغتصابات خارج السجن
تحقيقات | 27 يونيو 2014

تعرضت فاطمة من إحدى قرى ريف حماة للاعتقال، وبقيت موقوفة لمدة ثلاثة أسابيع، تعرضت خلالها للتحرش، دون أن يصل الأمر للاغتصاب.

بعد خروجها من السجن أخذها والدها إلى طبيبة نسائية، فأكدت الطبيبة عذرية فاطمة بعد فحصها، إلا أن الكثيرين من أهل المنطقة لم يقتنعوا،  وبقيت نظرات الاتهام والشك تغتصب جسدها.

تقول فاطمة أن والديها لا يتركان فرصة للتأكيد أمام المهنئين على سلامة شرفها، ويكتفي المهنئون بهز رؤوسهم. وتتابع في حديثها المقتضب لراديو روزنة أن النظام حطم جزءاً من حلمها، وتابع أهل مدينتها ما عجز عن تحطيمه النظام.

مر عامان على خروج فاطمة من السجن، إلا أن أحداً لم يتقدم لخطبتها، حتى من كان يكن الحب لها بدأ بتجاهلها، واضطرت أخيراً للموافقة على رجل يكبرها بثلاثين عاماً.

تقول فاطمة "يفتح زوجي يومه بتذكيري أنه أنقذ حياتي، فلولاه لبقيت حبيسة منزلي، ولبقي العار يلاحقني، ويختم يومه بطلباته الجنسية الشاذة.. أشعر بأنني أغتصب كل يوم". لا تجرؤ فاطمة على مصارحة أبيها، وتحضها أمها على التزام الصمت.

   

دعوات للزواج من المغتصبات

أنشأ الجيل الأول للثورة دعوات للزواج من اللواتي يتعرضن للاغتصاب، وتمت بعض الزيجات على الرغم من مخالفتها للعادات والتقاليد، تم ذلك تحت شعار أطلقه ناشطون " كي لا أغتصب مرتين". وبعد التشدد الإسلامي الذي طغى على الأصوات المدنية ماتت كل الدعوات المساندة للنساء، فيما بقيت المغتصبات يندبن جروحهن وحيدات.

فقد وصلت سمية إلى لبنان، وتزوجت شاباً في أحد المخيمات، لكنه عاد والتحق بالجيش الحر، وانقطعت أخباره، فرجعت بدورها الى ريف حماة لتعيش في قوقعتها.

تقول سمية: "بعد زواجي لم يستطع زوجي نسيان أني مغتصبة، ولم يجرؤ على نقض عهده، فما كان منه للهرب مني إلا أن التحق بالجيش الحر".

  

عادات لا تنسجم مع الواقع

تعبر ماجدة خريجة علم الاجتماع عن خيبة أملها من الثورة "الثورة التي لا تؤنث لا يعول عليها، وقد استبشرت خيراً باعادة انتاج أفكار جديدة عن المواطنة بشكل عام، وعن المرأة بشكل خاص. وعندما انبرى العديد من الشباب المتظاهر للترحيب بالنساء المتظاهرات، المحجبات منهم والسافرات، كانت نقلة نوعية في كسر العادات التقليدية". لا توجه ماجدة اللوم على النظام، فهي تعتبره عصابة حاكمة، والعصابة برأيها يحق لها الانفلات من المنطق، بينما لا يحق لمن يعتبر نفسه بديلاً أخلاقياً التنصل من مبادئه .

حاولت ماجدة رعاية عدة صبايا تعرضن لاغتصاب، أو تحرش، وتتحدث عن سوسن التي اعتدى عليها الشبيحة، حيث تمنت عليها أن تؤجل موضوع زواجها من ابن عمها، إلا أن إصرار الأهل حال دون ذلك، لم يمض وقت طويل حتى عادت مرة ثانية لطلب مساعدة ماجدة، ببساطة لم يستطع الزوج "المعار" تأدية واجبه الزوجي "فطلبت الطلاق".


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق