البسمة لا تفارق عبد الرحمن رغم المصائب

البسمة لا تفارق عبد الرحمن رغم المصائب
تحقيقات | 18 يونيو 2014

نزحت العائلة من بلدة العبادة التي تعرضت للتدمير، وأصبح الأب عصبياً وعنيفاً، نتيجة الظروف القاسية التي تمر بها العائلة، وإحساسه بالعجز أمام حاجة أولاده. ويقول عبد الرحمن"12 عاماً": "أبي كان جيداً، كان يعمل ويصرف على المنزل قبل الحصار، أما الآن فهو يقوم بضربنا فقط". اضطر الطفل الصغير إلى ترك مدرسته ومزاولة عمل بسيط، لمساعدة عائلته المكونة من ثمانية أفراد. ككل الأطفال كان لعبد الرحمن أحلام بسيطة، أولها الحصول على حذاء، ذلك أنه قضى الشتاء بطوله حافي القدمين، يقول: "لاحقاً اشترى لي أحد الاشخاص حذاء ففرحت جداً به، إلا أن والدي أخفاه عني وقال لي أنه أحرقه بعد خلافه مع أمي". بالكاد يحصل رب العائلة على ثمن الخبز جراء عمله. والأم لا تتوقف عن البكاء والتفكير بوضع أولادها، كانت تتمنى حياة أفضل لطفلها عبد الرحمن وولدها الآخر وديع الذي ذهب منذ أشهر إلى مخيم الوافدين ليجلب الخبز، ولم يتمكن من العودة حتى اليوم. ما يثير الدهشة في قصة عبد الرحمن، أن الابتسامة ما زالت ترتسم على وجهه بكل عفوية وبراءة، ويحكي معاناته وكأنه على ثقة أنها ستصبح ذكريات، وأن هذه المرحلة البائسة من حياته ستمضي إلى غير رجعة.


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق